- عبدالغني المخلافي
اجتمعت بأولادي وأولاد إخوتي وأبناء جيراني الصغار، عقب إفطاري في حوش منزلي، استمعت معهم بنشوة وفرح
إلى أغنية الفنان المرحوم : علي الآنسي – المشهورة – “انستنا ياعيد”
ورحت بصحبتهم أرقص وألعب وأخلق
طقوساً فرائحية لم أشهد لها نكهة منذ سنوات عديدة وأنا أقضي العيد خارج الوطن .
تذكرت طفولتي وأفراحها، في مثل هذه المناسبات. وحدهم الأطفال من يمنحونا زخمها اللذيذ ومذاقها المختلف .
بعدما صارت حياة الأرباب مهدودة باعباء وهموم ثقيلة . سواء من حيث صعوبة المعيشة، أو من حيث انتكاب الوطن
و تفاقم المعاناة .
علي تخليد ذكرى أسعد بها في هذه المناسبة . منذ أعياد بعيدة وسط العائلة،
لم أحضر للعيد فرحة .
القرية مغلقة ومكررة على إيقاع ولون واحد . بطبعي سريع الملل في أوضاع كهذه .أحاول أن أبتكر أسبابا للتغيير والتجديد وزرع واقعٍ مغايرٍ وسط أحجار الجمود .
صارت المدينة عن وطأة أقدامي قصية . بحكم ظروف الحرب
لا أستطيع التحرك والانطلاق.
و لست في صدد شرح هذا الجانب المظلم، بقدر تناولي
ما قبل حلول العيد، الذي تفصلنا بضع أيام عن قدومه .
بلا شك القرية غنية في فصل الربيع بالأمطار والخضرة. تكسبنا الشعور بالمسرة ونحن نشاهد جمالها الأخاذ حولنا وعلى امتداد بصرنا .
ننعم بالتأمل والهدوء. رغم أنني لا أحب الهدوء الذي يصيب حالتي ، إن طال أمده بالرتابة .
يكتنف الناس التقوقع. و كأنك في منفى. لا يقل عن وضعك في الغربة. لا يوجد من يحرك سَاكناً لركود مياهك .
الكل مشغول بمطالب حياته وتوفير لقمة عيشه الضروري. المعدوم لدى الغالبية العظمى ونحن على أبواب العيد.
وما أدراكم ما العيد و مطالبه المكلفة . ناهيك عمّا يعيشه الناس من حذر
و مخاوف كورونا على طول محافظاتنا وقرانا.
لا سبيل أو مهرب في مجتمع لا يستطيع أفراده الاحتراز والامتناع عن الخروج
وتلبية احتياجات الأسرة المتوقفة على بحث ومساعي أولياء الأمور .
- الخميس 21/مايو /2020