- د. سناء مبارك
كثير من الحالات تصلني تشتكي من أعراض ضيق التنفس، كل الفحوصات سليمة، كل الأعراض الأخرى غير منطبقة، أطلب دائمًا من المريض أن يسجل لي صوته، فيكون على الطرف الآخر غالبًا امرأة قلقة ومرعوبة..
من الأشياء المميزة في شكوى هذا النوع من المرضى، والتي تكررت دائمًا هي أن ضيق النفس يزداد بعد الفجر، أي عندما تسكن الدنيا ويقفز القلق إلى الصدر.
تشخيصي hysterical case.
بمعنى توهم للأعراض نتيجة القلق والتفكير المفرط.. هل يمكن أن يحس أحدهم بألم أو ضيق تنفس حقيقي فقط لأنه قلق؟ طبعًا، يمكن للعقل أن يفعل بجسدك ما يشاء، يمكنه أن يجعل امرأة تحمل وهمًا، الحمل الوهمي عند النساء يشبه تمامًا الحمل العادي تنقطع عنها الدورة، وتنتفخ بطنها، وتصاب بغثيان الصباح.
هل تدرك مدى قوة الفكرة!
ومثله ما يحدث في حال الاختناق الوهمي.
هذه شكوى محترمة ولا يمكن أبدًا التقليل من قيمة صاحبها او اتهامه بالخبل، لا يعرف أحدنا عدد المرات التي توهم فيها أمراضًا.. يعرف طلاب الطب هذه الحالة، تدرس المرض فتصيبك الأعراض وهمًا.. التوصيف المعروف علميًا ب medical Students syndrome
أو متلازمة طلاب الطب.. هل طلاب الطب مجانين؟
لا، إنه القلق، فما بال وانت ترى كم الرعب الذي يحيط بك ويحاك في رأسك كل دقيقة.
لماذا اكتب هذا الكلام؟
أولا: لأقول أن هناك حالات كثيرة قد تطيب بكلمة من الطبيب عوضًا عن روشتة مليئة.. لذا يجب أن نضع في البال احتمال أن الشاكي أمامك ليس مريضًا بل إنسان في حالة وهن نفسي.
وثانياً: لأدعو الجميع للتآلف وتطمين بعضهم البعض، بالأخص النساء، طمنوا امهاتكم وزوجاتكم وبناتكم، لا تدعوهن فريسة الأفكار والذعر.