- نبيل الشرعبي
صورة لمجموع قٌرى صغيرة متناثرة على سفوح وروابي بلدتي الريفية بشرعب السلام، عزلة بني وهبان وهي: قرية قيد، الشِقة، الجزء الأمامي من حجاجة، العِكدة، الرٌكابي، السيلة.. إلخ، وتلة “المرخامة” التي كان يجتمع على سفحها أهالي القرى المجاورة لأداء صلاة عيدي الفطر والأضحى..
وخلف ” المرخامة” تقع منطقة ” الحافة” وتتكون من عدة قرى صغيرة وتتبع مديرية شرعب الرونة.
كانت صلاة العيدين على سفح ” المرخامة” لها روحانية وغالبية كبار ومتوسطي السن لا تنتهي خطبة صلاتي العيدي إلا وهم يذرفون الدموع إجلالا وخشيةً، ثم يعقب الصلاة بدأ التصافح والتسامح، ومنها يهبط المصليين وكلٍ واحد منها يطوف بيوت الأقارب والجيران ويشاركهم فرحة العيد وطالباً للصفح والمسامحة.
أيضا نحن الأطفال آنذاك كان لنا نصيب من ود ووقار الكبار، فيهدون لنا النقود أو يشرون لنا الحلوى والمفرقعات، كما كانوا يعانقوننا مثل الكبار ويضعون على ثيابنا وأيادينا العطور التي يحملونها في جيوبهم ابتهاجا بالعيد.
في أيام العيد وعلى سفح ” المرخامة” كان يصدر منًا نحن الأطفال ممارسات سلبية مثل أن يرمي أحدنا المفرقعات وسط المصليين، ولم يحدث أن نهرنا أحدهم أو غضب منا أحد بل كان كافتهم يهزون رؤوسهم والبسمة ترتسم على شفاتهم تعبيراُ على سعادتهم بفرحتنا.
” المرخامة” كانت تجمع الأهالي والجميع يحرص على صعودها والصلاة جماعة ومشاركة بعضهم بعضاً فرحة العيد.
هاذي بلادي وأنا فلاحها والبتول.. روحي فداك با بلدتي الريفية كما هي فداء لليمن أجمع..
- تنويه: الصورة من صفحة ابن قريتي محمد عبدالله نصر اللصب، إلتقطها قٌبيل مغرب اليوم الـ 20 من رمضان- الموافق 13 مايو 2020.. شكرا محمد عبدالله نصر