- عبدالجبار الحاج
تلقيت سؤالا عن ماهي الرسالة التي يجب ان نبعثها من خلال الفعالية التي ستقام صباح غدا في ملعب مدينة خدير ..
اجيب ان هناك رسائل عديدة منها ما ساورده في رسالتين :
الاولى : صحيح ان ابناء تعز ومنها ابناء هذه المنطقة عرف عنهم انهم يعشقون العمل والانتاج
لكن ابناء تعز هم ابناء هذه المنطقة التي انجبت عبد الفتاح اسماعيل وعبود الشرعي وعبدالعزيز عبدالولي وعبدالوارث عبدالكريم وسلطان احمد عمر ومئات من القادة والاف من المقاتلين الذين هبوا للدفاع عن ثورة سبتمبر في وجه الرجعيات العربية التي اطلقت من قصور الناصرية في عاصمة الثورات المضادة ووكر المؤامرات شنت حرب السنوات السبع ضد شعوبنا العربية وكل الشعوب .
وابناء هذه المنطقة هم من هبوا بالمئات والالاف وانخرطوا في مسيرة الكفاح المسلح الذي خاضته الجبهة القومية حتى نيل الاستقلال المجيد في ال 30 نوفمبر .
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما ما بدلوا تبديلا ..
وليس مصادفة ان هذه الاية التي كانت شعار الجبهة القومية في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني البغيض ان يكون اليوم هو شعار الانصار .. رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه لبرهان على ان منبع ثقافة اليمنيين واهم عناصرها هو القران ..
على ان اسلام اليمنيين ازهرت فيه اماني الأنبياء كما في نشيد املئوا الدنيا ابتساما .
ولئن انجزت الجبهة القومية التحرير والاستقلال الناجز لجنوب اليمن ووحدت 23 سلطنة ومشيخة في الجنوب وقبل وبعد تلك المرحلة خاضت القوى الوطنية نضالا اثمر في جعل الجنوب يمنيا وليس جنوبا عربيا تتوزعه السلطنات والمشيخات كما يراد له اليوم ..
ومن قيم الوعي والذاكرة التي رسختها الجبهة فينا حقيقة ان السعودية وعربان الخليج ( العدو التاريخي ) ظل وسيظل كذلك عدونا التاريخي
فان مسؤلينا الملقاة اليوم هي ان تضع اليمن نصب اعيننا ..
ليس هذا فحسب فقد كان لابناء تعز الدور الابرز في ارساء بنيان قلعة من قلاع الثورة العربية و قلعة من قلاع حركات التحرر الوطني العربي العالمي .. وبنت جيشا وطنيا بقي طوال عقدين ونصف رغم الحصار قوة ضاربة ورادعة لمشاريع ال سعود وظلت شوكة مانعة ودولة ارست اسس المساواة و العدالة الاجتماعية وانجزت تجربة يجب ان نستلهم جوانبها المشرقة ..
فكيف يكون لنا ونحن نستند ونستلهم هذا التاريخ الا ان نكون في مقدمة صفوف الدفاع عن الوطن ..
فتعز في حقائق التاريخ واحداثه وتحولاته الكبرى في اليمن ..لا يمكن ان تكون ولا كانت الا بحضورها ودورها الوطني الفاعل والرائد في صنع التحولات الوطنية والاحداث الكبرى في اللحظات التاريخية الحاسمة .
ففي التاريخ المعاصر كانت تعز في مقدمة نضالات الحركة الوطنية في الاربعينات والخمسينات جنوبا وشمالا وكانت تعز في في معركة الستينات في وجع العدو التاريخي وحربه على اليمن .
وكانت تعز في تجربة الثورة اليمنية جنوبا من خلال الكفاح المسلح .. مالم يكن هذا التاريخ وارثه الوطني منتجا لوعينا وسلوكنا وعملنا في كل اليمن فاننا كمثل الحمار يحمل اسفارا
ولئن نجحت القوى الرجعية في جر تعز الى غير وجهتها والى غير مكانها وسياقها في هذه اللحظة .. وان من تقبل هذا الدور لوضع تعز خارج التاريخ .
لئن تمكن تحالف العدو من جر ضعاف النفوس الى صفه لهو تعبير مؤقت عن لحظة انتقام من تعز وفي حساب التاريخ فان تعز لن تكون الا بعودتها الى موقعها الوطني .
ثم ان الارتزاق ليست ظاهرة مناطقية
ذلك كله نتاج فعل ممنهج نفذته السلطة الحاكمة واستهدفت تعز وعناصرها الوطنية وبلغت التصفيات حد تفريغها من كل عنصر وطني خلال اربعين سنة .
مهمتنا اليوم في اعادة كل تعز الى موقعها هي في ان نقدم نموذجا في التحرير وفي البناء وفي الزراعة في وفي استعادة ثرواتنا في المياه والجبال والسهول والبحار .
في التنمية المتكافئة وفي ارساء بنيان العدل
في كسر شوكة الظلم والظالمين
في اتخاذ اجراءات رادعة بحق العابثين المال العام
باستعادة ممتلكات الدولة المنهوبة وفي تخليق فرص عمل للعاطلين . .
في سد حاجات المجتمع في التعليم والصحة والسكن .
ذلك مشروع عظيم وكبير ولكن جنبا الى حنبا مع معركة التحرير يجب ان نقدم نموذحا .
اقول هذا الكلام وانا اشير به الى الاستاذ محافظ تعز واذ يحاول ان يمهد الطريق ولكن نحو تاسيس شروط انجاز مهمات واهداف الثورة والتغيير .
..
الرسالة الثانية :
أن الناس متى لمسوا بوادر عمل ترفع عنهم اذى المتهبشين والمتسلطين الفاسدين وتقدم لهم نماذج ما ينفع فانهم لنيترددوا في التضحية بكل مايملكون .
لعل ما شهدته المنطقة مؤخرا من مبادرات تعاونبة ومظاهر تغيير وتحسن ملموس من شانها القضاء على المظاهر والوقاىع السيئة في الادارات والاداء قد شكلت مبعث امل لديهم .
وقد شهدت هذه المنطقة مؤخرا جملة من الانشطة الميدانية التي تحدثنا عنها في سياق ومقال سابق .
ذلكم هو الدافع لهذا الاحتشاد الناس لهذه الفعالية ..
وقد نشاهد في جموع الحاضرين من يحملون السلاح
وهناك من يحملون العطيف واخرون يحملون دوات عمل زراعة .
كما نشاهد تنوعا بمثل هذا التنوع في ارتداء ملابس مختلفة ..
نحن امام مشهد ينطق بما فيه
هنا المقاتلون الذين حملوا السلاح استعداد للمضي قدما في معركة الدفاع عن الوطن والحقيقة ان هذه المناطق لم تتردد لحظة هبوا جميعا منذ اللحظة الاولى لخوض حربهم اوطنية العادلة التي شرع فيه العدو حربه على اليمن .
ونحن امام سواعد العمل والزراعة والانتاج هم القوة التي لا ينبغي ان نوفر طاقتها في معركة الاكتفاء الذاتي في الزراعة او ..
هذه هي تعز وهذه هي اليمن التي نريد ان تمضي بنا ونمضي بها ..