- إبراهيم الغزالي
لقد أثبتت دول قلة بالأمس وقوفها مع اليمن وتبرعها برغم من التباعد الإجتماعي وجائحة كورونا، واللحظة المفصلية التي تعيشها بلدنا الحبيبه من صراعات وحروب تكاد تنهار فيها كل القيم الأخلاقية والإنسانية .
صحيح أن التبرعات التي جمعتها لا تصل إلا اكثر من النصف حسب الأمم المتحدة والبرنامج الإنمائي لها، ولكن ذلك لأسباب منطقية من وجهة نظري منها انعدام الثقة في ايصال تلك المساعدات للمستهدفين وفي معرفة الفئة الصادقة التي تمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً على أرض الواقع، وايضا نشر الشائعات وفقدان للغة التواصل والاتصال وعدم كشف الحقائق للمجتمع الدولي وللمعاناة الحقيقة التي يعيشها شعبنا الصابر والكريم، وذلك بحكم الصراع على السلطة وفقدان الذات المجتمعية والمدنية المساهمة في حل الأزمات وفي كسب التعاطف وصناعة المتغيرات والدفع بعجلة التنمية .
إن المصيبة الكبرى هي خديعة المجتمعات بالعمل الإغاثي والتنموي على انه مصادر ارتزاق وعمالة، برغم أن لا يقل عن 18 مليون يمني يعيش على تلك المساعدات، أن هنا ليس دفاعاً عنها، انما لمعرفتي الحقيقة بأن مدينتي المحاصرة تعز فقط لم تكن لتصمد لولا تلك المساعدات وبالأخص برنامج الغذاء الإنمائي ” كير ” والإتحاد الأروبي وغيرها من مبادرات انسانية وخيرية كان لها واقعاً ملموس في نفوس البسطاء، في وقت تخلت السلطة عن دورها وتهربت رؤوس الأموال عن مبادرتها الإنسانية ودورها التنموي.
صحيح أن هناك بعض من يستغل تلك البرامج ويجيرها لطرف دون أخر ولكن لا يعني ابداً التقليل من دورها؛ إن كان ولابد فتشكيل للجنة شفافية ومراقبة لتقييم الأداء واجباً انساني واخلاقي من أجل معرفة اين تذهب تلك المساعدات وكيفية العمل عليها ؟! ومعرفة هل بالفعل تسد الإحتياجات الأساسية للفئة الأشد فقراً ؟! وتقدم الغذاء والدواء لها ولغيرها ؟! وهل تلك البرامج التنموية تستفيد منها الفئات المجتمعة المختلفة دون تميز او واسطة ؟! هذا من المفترض القيام به أما نظل نعلق فشلنا على الأخرين فهذه المصيبة الكبرى !!
اخيراً للمجتمع اليمني دونوا اسماء تلك الدول التي وقفت بجانبكم في وقت الشدة، واحفظ أسمائها، فو الله إن الأيام لدول، وإن يوم امس كشف الصديق من العدو، كشف حقيقة دول كبرى لم تقدم سوا الطرفة، ودول اخرى لم تبعث غير الكمامات واخرى أكدت وقفها المعنوي فقط !! بينما دول مهمتها فقط دعم المشاريع الصغيرة والعصابات ، بينما بقت السعودية في كفه ودول صديقة في كفه اخرى هي سند والساعد اليمنيين … لم يبقى لنا سواهم وسواك يالله ولا عون ولا مدد إلا منك يالواحد القهار .
إبراهيم الغزالي