أيمن محمد الشيباني
عندما يتعلق الامر بموت رجل شجاع و بطل فانه هنالك مهابة لايمكن ان
تمر مرور اعتيادي كاي ميت يغادر الي المقبرة .
محمد هائل الاصبحي الشاب العشريني الذي رفض ان يفرط في مبلغ مالي
بعهدته للشركة التي يعمل بها وقرر مواجهة عصابة ذات باع طويل في السوابق والاجرام هو
في الاساس لم يتخذ القرار بالمواجهة او يفكر في العواقب كل ماكان يهمه في تلك
اللحظة هو ايصال العهدة التي بحوزته لاصحابها ولو كلفه ذلك حياته وهو الامر الذي حدث
بعد ان عجز اربعة او يزيدون من اصحاب البنية الجسمانية الفارعة( كصفة يتمتع بها الافارقة ) ان يكتفوه او يطرحة ارضا.
قاوم محمد كما يفعل اليمنيون في مواجهة اعتى مصائب الدهر ضراوة بضمير الامين
القوي. معركة قصيرة استطاع محمد ان يجسد اسطورة سمدان وهو شامخ على ضفاف الشمايتين
غير منكسر امام جبروت الجبناء لم يكن امام هولاء العصابة الاجرامية من حل يسقطون
به محمد سوى استعمال الاسلحة البيضاء ليغرزوا سكاكينهم بغدر خلف ضهره مخلفين سبع
جروح عميقة احدهن اخترقت جانب القلب من الخلف لينجو المجرمين باروحهم من صمود بن
هائل ويلوذون بالفرار تاركين السبب الرئيسي الذي دفعهم للتقطع له (المال)ولسان
حالهم يقول يالي غبائنا حينما ضننا انه بمقدورنا هزيمة وسرقة هذا الشجاع.
الاصبحي الذي خاض معركة غير متكافه العدد وهو الشخص الاعزل صاحب الكبد
المعطوب والمرض المزمن فيه لم يسقط واستجمع اخر مالديه من القوة من اجل الوصول
بالامانة التي في حوزته لاقرب مكان يمكن ان تصل الي صاحبها وبين ذهول وفاجعة
زملائه بالعمل وهم يرون زميلهم يترنح مخلفا سيل من الدماء خلفه سقط محمد هائل الاصبحي
امام بوابة مخازن الشركة مسلم الروح الي بارئها بعد ان تطمأن انه قام بالواجب الذي
تحتم عليه القيام به عندما فرض عليه القدر مافرض .
رحل محمد هائل الاصبحي ليكتب اسمه باحرف من ذهب في سجل الابطال ليرفع
راس كل عربي من ابناء الجالية اليمنية في افريقيا وهم يتنقلون للعالم قصة هذا البطل
الاستثنائي الذي قل ماتجد له مثيل .
رغم فداحة حزننا برحيلك يا صاحبي لكن نعزي انفسنا بانك رحلت كما يليق
برجل شجاع مثلك .
الي غير غياب يابن هائل