- فارس العليي
مهمة الرسم تعتمد على استراتيجية التقليص والتصغير و تمنح أكثر من خلال تناولها للأقل، وهذه الاستراتيجية : تعيد بناء الواقع على أساس أبجدية بصرية محددة.
والعبارة الفنية أعلاه تريد الى حد كبير اثبات ان الرسم ليس تكرارا ظليا للواقع وهو ما تحاول الكتابة والرسم عبوره الى الايقونية .
“الاتجاه التناقصي في الرؤية اليومية” يوحي لنا بأن تآكلا بصريا للنظرة اليومية يتم عندما نقلل من اعطاء الأشياء الصغيرة تكثيفا واهتماما أكبر، مايترتب على ذلك فقدانا وجودي وميتافيزيقي للكائنات والاشياء واللغة في طريق الاندثار بفعل الاهمال واللامبالاة.
ويمكننا استخدام اهمية نموذج (الهامش) في الاشتغال الشعري والتأويلي لتأكيد خطورة : الاتجاه التناقصي في الرؤية اليومية.
التخلي عن الهامش ترفضه محطات حياتنا ﻻننا تموضعناه ذات يوم ،
تهشم الأشياء الصغيرة بفعل حضور طاغي في اعتقادنا بسلطة وقدرة الأشياء الكبيرة في التغيير والتأثير، فيحدث هذا النسيان المتكاثر باتجاه التآكل البصري في رؤيتنا اليومية.