- كتب: محمود الحاج
صباح الثاني عشر من يونية76م اتصل بي أول مديرعام لتلفزيون صنعاء الأستاذ محمد طاهر الخولاني رعاه الله طالبا مني الحضور لتسجيل لقاء وسهرة مع الفنان الكبير محمدعبده .
_ بس أنا مشغول بعملي في صحيفة الثورة يا أستاذ ممكن التاجيل لوقت آخر
_ أرجوك تحاول لأنه سيكون مرتبطا بحفل غنائي يقام في المساء وسيحضره الأخ الرئيس وكبار الضيوف ولن يكون لديه متسع من الوقت بعدها.
_ طيب يا أستاذ أنا الآن في مكتب الصحيفة بشارع القيادة وسوف أتحرك نحوكم بمجرد إنتهائي من كتابة عمودي اليومي.لكن المشكلة في المواصلات .
_ لاتهتم ستأتيك سيارة التلفزيون بعدنصف ساعة تمام؟
_ تمام ياستاذ محمد
_ قد رتبنا حضور الفنان محمد محمد حمود الحارثي والشاب محمد بركات لمشاركة محمد عبده ولتكون سهرة مشتركة..
وبعد ساعة كنت في الاستوديو الكبيرالذي تم تجهيز ديكوره وترتيب لوازم ( جلسة علی الطريقة اليمنية) فرش ومتاكي علی الارض .
حضر محمد عبده ومعه فرقته الموسيقية يرافقه _غصباعنه_ كما ظهرلي حينها الملحق الاعلامي بالسفارة السعودية بصنعاء محمد الدمياطي الذي حرص علی الجلوس بجانب محمد عبده .
بعد الترحيب بالفنان الكبير في أول زيارة له لليمن وشكره بإسم المشاهدين في بلده الثاني فاجأني بقوله:
لاشكر علی واجب فاليمن أصلابلدي ..والدي من جيزان وأمي من الحديدة …امتعض الدبلوماسي السعودي من اجابة محمدعبده ..ثم سار اللقاء بسلاسة حيث غنی محمد عبده بعض مقاطع وبعضها عن طريق ( Play Back) اذكان قداحضرمعه شريطا تضمن اغنيتي
( ضناني الشوق) أغنية الكبيرمحمد مرشد ناجي وقال المعنی من التراث اليمني..وانتقلت من ثم إلی الفنان القدير محمد حمود الحارثي رحمه الله والذي غنی من التراث الصنعاني وأجاب علی أسئلتي ثم أنتقلت الی الفنان الشاب يومها محمد بركات الذي صدح باغنيته
( أشتكی الصب في هواك فغنی) هي باكورة أغانيه وما إن بدا في الغناء حتی لحظت انتباه محمدعبده ومتابعته لبركات باهتمام وما أن أنتهی بركات حتی أبدی إعجابه بصوت بركات وتمنی له نجاحا في مستقبله.
كنت في أسئلتي قاصدا _ بنزق الشباب_ أتحاشی ذكرالمملكة العربية السعودية وأكتفي بالقول ( السعودية) مثل قولي لمحمدعبده نرجو أن تعزز هذه الزيارة العلاقة الفنية والثقافية بين الجمهورية العربية اليمنية والسعودية.. ومازاد من غضب الدبلوماسي هو عندما شكرته علی حسن اختياره للمرشدي والتعاون معه وأختيار أغنيته ضناني الشوق وعزفه معه ( صولو) بالعود)
في الأغنيتين والثالثة جل من نفس الصباح قال المرشدي لايحتاج لشكرنا فهو فنان كبير جدا..وعن سؤالي ما إذا كان هناك تشابه في التراث اليمني والسعودي والايقاعات أجاب: ليس للسعودية تراث والجميع يغرفون من نهرالتراث اليمني الغني…فرأيت وجه الدمياطي يحمر ويقطب.
وماان خرجنا من الاستوديو حتی بادرني الدمياطي:
ليش كنت تقول السعودية فقط ولم تقل المملكة العربية السعودية ..قلت اكيد سهوامني
قال لا أنت قاصد…..أبتسمت وسارعت في توديعه قائلا:
شكرا علی الزيارة والمشاركة..لكنه لم يرد
تری..هل ظل محمد عبده علی موقفه ورأيه ذاك ؟!
بالتأكيد لا.. وواقع حياته اليوم أيضا يقول : لالا