- عمران الحمادي
تحلّ اليوم الذكرى الخامسة والخمسون لتأسيس اتحاد أدباء وكتّاب اليمن، واليمن بلداً يععيش واحدة من أكثر المراحل قسوة على الكلمة الحرة وسط الحرب والدمار ووسط انتهاكات واسعة شملت الأدباء والكتاب اليمنيين في عموم مدن اليمن. فالمشهد الثقافي يتلقى ضربات متلاحقة؛ اعتداءات وتهديدات وملاحقات وإقصاء، تطال كتّابًا وشعراء وصحفيين كان دورهم —ولا يزال— الدفاع عن الوعي العام وتحصين الهوية الوطنية من التشويه.
ورغم تلك التحديات العنيفة التي باتت في ارتفاع شديد في السنوات الأخيرة، لا يزال يشكّل الاتحاد اليوم منظمة مدنية وواجهة تعريفية لطالما وقفت ضد الظلم والاضطهاد وإن كانت اللحظة ومنذ السنوات الأخيرة جامدة أو تم الحكم عليها بالجمود نتيجة الحرب وتفاصيلها ، تبرز من هنا تبدو الحاجة الملحّة لإعادة الاعتبار لدور هذا الكيان، وتمكينه مؤسسيًا ونقابيًا وقانونيًا ليقوم بمسؤولياته كاملة، باعتباره جهة تدافع عن حقوق أعضائها وتُعلي من قيمة الثقافة في حياة المجتمع، لا مجرد مؤسسة رمزية مثقلة بقيود الحرب والانقسام.
إن من الواجب تعزيز حضور الاتحاد في المشهد العام عبر آليات حماية فاعلة تُمكِّنه من متابعة انتهاكات تطال المبدعين وتوثيقها وإعلان الموقف الواضح منها. بالإضافة إلى تفعيل دور قانوني متخصص يتصدى قضائيًا لملفات الاعتداءات والترهيب بحق الكتّاب.واستعادة دوره القيادي في رعاية المشهد الثقافي وتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة محاولات إسكات العقل والضمير.
الدفاع عن الكاتب هو دفاع عن المجتمع، وعن مستقبل تتأسس مداميكه على الوعي لا على الصمت. واتحاد أدباء وكتاب اليمن— بما يمثله من تاريخ وتجربة — قادر على استعادة موقعه المركزي رغم الجمود الذي سببته الحرب وتعطيل الأنشطة الثقافية.
ويجب أن نقف اليوم مع اتحاد أدباء وكتّاب اليمن… من أجل أن تبقى الكلمة قادرة على مواجهة السلاح، وأن يبقى المثقف حاضرًا لا يُلغى، وشريكًا لا يُهمّش، وضميرًا لا يُخرس.





