- سعيد الصوفي
خارطة التفكير التي نتبعها هي التي تساعدنا على حل مشكلاتنا الاجتماعية والسياسية أو تزيد من تعقيدها واستفحالها على الحل، طالما وأنا لا أقبل إلا بهزيمة خصمي وسحقه نهائيا فهو أيضا يفكر بنفس طريقتي والنتيجة هي يا أنا يا هو. وهذه طريقة تقليدية لا تحل المشكلات بقدر ما تزيدها تعقيدا وتراكما،وحتى لو افترضنا أن أحد الأطراف تغلب على خصمه بالقوة فهذا التغلب لا يعني هزيمة الآخر،ولا يكون إلا تغلبا مؤقتا ناجما عن خللا في موازين القوة – والقوة ليست دائما السلاح أو الكثرة – وبالتغلب على هذا الخلل يعود الصراع حول المشكلة من جديد وقد يكون بأشكال مختلفة عن شكله السابق، ومن هنا بتقديري ظهرت فكرة ( الحرب سجال )؛ ولكن لماذا لا نغير طريقة تفكيرنا في حل مشكلاتنا لنضمن أن يكون حلا نهائيا؟ وبدلا من أنا أو أنت ( رابح – خاسر/خاسر – رابح ). فلماذا لا تكون النتيجة التي نريد الوصول إليها من حل المشكلة القائمة بيننا هي (أنا وأنت)؟ يعني:( رابح – رابح )، وهذه الفكرة في تقديري نجد التسويغ المنطقي لها في القاعدة الفقهية المعروفة
🙁 لا ضرر ولا ضرار ) .وبهذا نكون استطعنا حل المشكلة بوقت قصير وضمنا انتصار الأطراف كلها وبدون غبن لأي طرف، وتم حقن الدماء التي تسفك وحفظنا الأموال التي ستهدر، وحمينا الممتلكات التي ستدمر، وصنا المصالح التي ستتضرر، والأهم من هذا كله كسبنا السلم والسلام الاجتماعي، وتمكنا من حشد وتوظيف كل الطاقات والقدرات المتوفرة لدى الأطراف وتوجيهها نحو البناء والتطوير لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية الشاملة سواء على المستوى المحلي ( القربة – العزلة/ المركز – المديرية – المحافظة ) أو على المستوى الوطني ككل ( الأقاليم / المقاطعات – الجمهورية ).