- وائل جميل
أعود لأكتب إليكم أصدقائي الجزء الثاني، عن حقيقة ما حدث يوم أمس، داخل السفارة اليمنية في مصر.. من تلاعب السفير ” محمد مارم ” ليس بالمنح
الدراسية وحسب، بل باللجنة التي كلفها الرئيس هادي بخصوص كشف مصير المنح
الدراسية التي تم إعتمادها لأوناس لا نعرفها حسب الولائات والوساطات هذا
العام، والتي تحولت في الأونه الاخيرة الى قضية ” راي عام ” وأرهقت معالي
السفير حتى عن نومه.. محاولاً إيجاد حل جذري لإنهاء هذا الأرق الذي يستعر
بأعماقه.. ليخلق هذا الأرق بداخله دور ” رجل عصابة ” دون ان يشعر..غاضب
يفقد السيطرة، يتدفق بالتبرير وبعصبيه هائلة، ” انا لم أفعل.. انا لم أوجه ” تماماً كدور الممثل ” جيمس ريبورن ” في قاعة محكمة المجلس التأديبي لجامعة ” بيرد ” في فلم ” عطر إمراة ” بعد تلاعبه بمنحة الطالب ” تشارلي ” كقصة
واقعية حدثت صيف 1992في الولايات المتحدة.. حيث يبقى هناك هنا فرق كبير بين ” جيمس ومارم “.. بممارسة الفساد والتلاعب بعشرات المنح الدراسية لهذا
العام..على الاقل، ما يميز جيمس ريبورن أنه لم يمتلك خمسين مقعداً دراسي
سنوياً من جامعة الازهر، يبيعها وينفقها لأولاد وفتيات اللواتي!
حسب التطبيل والعلاقات والوساطات القائمة على رنه الهاتف المحرجه نتاج خدمات قديمة وسابقة!
بينما الطلبة الجديرون بها، ينتزعون الذهب من صدور إمهاتهم، وبيع
ممتلكاتهم في الارض، ليسافرون الى عدن من ثم الى هنا، الى مصر، الى بقية
الدول العربية، ليعاملون عليها لسنوات.. وفي كل عام يمضي من عمرهم.. يحظون
بالفشل!
الساعة الثانية عشر يا أصدقائي والطلاب في الخارج تحت أشعة
الشمس يتربعون على الارصفة.. واللجنة برفقة السفير في الداخل.. وصوت ايوب
عبر مكبرات الصوت يًصدر من النوافذ المغلقة بإحكام..
ـ صرخات العم ” مسافر ” في البوابة الرئيسية تعلوا على المسامع..
أسمعها جيداً :
ـ يييييي..
” ممنوع الدخول.. يدفع صدر طالب..
قلت لك لا يجوز، اللجنة ليست في الداخل.. لما لا تفهم!..
لا توجد معاملات اليوم.. السفارة في إجازة.. قلت لكم تنحوا جانباُ “
برهة من الزمن، تتملك وجه العم ” مسافر ” إبتسامة عريضة يستقبل بها أصحاب
ربطات العنق من هنا .. السفير في الداخل.. الحفل لم يبد بعد.
يمر أحد المسؤولي أمام عيني أعرفه من سنوات.. هيييي اهلاً بك ياوائل .. كيف حالك.. فـ أصافحه واقف بجواره.. هامساً بصوت خافت:
هل يمكنك انن توسط لي بالدخول؟
يرتبك.. ثم يوافق وهو يقول ” كن هادئاً” .. لالا في الحقيقة لم يقل ذلك..
لقد قرأتها في ملامح وجهه فقط.. عبرنا الى الداخل والعم ” مسافر ” يبتسم في وجوهنا، ولوهلة اسمعه من الخلف وهو يصرخ في وجه أحدهم..
بنغمته المعتادة تلك :
” ممنوع الدخول.. السفارة في إجازة اليوم “..
ثم أتسأل حائراً :
ماقيمة العم مسافر في هذا الدور المسرحي ؟
كنت أخطوا بقدمان ثابتتان الى الداخل دون توقف، اتأمل لما يصدر من حديث في قاعة الاجتماعات التي اذهب إليها.. لم أكن ” مخبراً.. او تابعاً لأحد “.
كما قال أحدهم في صفحته بعد نشري للجزء الأول..
كنت فقط أنتمي لي..
لعشرات الطلاب.. لأوناس يتربعون الارصفة في الخارج، لا يسمح لهم بالدخول..
لتقديم أوراق معاملاتهم.. قرارات منحهم.. مظلوميتهم من أشهر، والأغلب
لسنوات..أسمع اصوات مناداتهم.. أصوات ترجيهم.. أصوات غضبهم في البوابة.. في حق ماذا؟
في حق دخول سفارة بلدهم.. في حق تقديم معاناتهم.. في بلد
أخر.. في حق نيلهم لمستحقاتهم المشروعة.. في حق الجلوس مع اللجنة بدلاُ من
مارم.. وتقديم ملفاتهم وتوصيل قضاياهم الى الجهات المسؤولة عنهم.. التي
يحتكرها السفلة لصالحهم.. ويستفيدون منها.. كل يوم .. كل عام..
لقد
دخلت يا أصدقائي.. أمضي الى القاعة الأن وأحمل شغف صحفي غاضب.. وطلاب
مقهورين في الخارج.. في تدوين كل شيء يحدث في تلك القاعة التي يجتمع فيها
الأوغاد ولجنة التحقيق..
أمضي بعد أن أجتزت ذلك ” السياج الشائك ”
الذي فرضه لصوص المنح الدراسية وحقوق المغتربين في المهجر بـ
أعجوبة..بصعوبة في وجوهنا.. في وجوه أحلامنا..في ودوه معاناتنا في الغربة.. في بلد أخر.. في قارة اخرى أستقبلتنا..كشعب ووطن ودين واحد.. ليتربع
هاؤلاء في طريقنا حتى في المهجر!
” السفير مارم ” يتقدم على المنصة لإلقاء كلمته الأن بجوار لجنة التحقيق..وسط صفقات تعلوا وكأن ما يحدث محض
هراء.. وأن ما يقبع في الخارج مجموعة من المزايدين الكاذبين.. لا مظلومية
ولا حقوق لهم..
أسمع نفخته على المايك.. إنه هو هو ..لأخطوا بالمشي لأشاهده وهو يجلس على المنصة من خارج بوابة القاعة.. قائلاً :
السلام عليكم..
يا من حافظتم على دبلوماسية الدولة المتبقية..
وكأن مليشيا الحوثي تسيطر على محافطة الجيزة.. ويفصلهما عن بعض نهر النيل!!
يتبع …