- عبدالرحمن بجاش
الآن والساعة تشير الى الخامسة وعشردقائق مساء ، أجلس الى زاويتي وحيدا ، محروما من القراءة بسبب ارهاق العينين واوامر د. مسعود المطاعه ، التي اعصيها كل نصف ساعة فأطل على الكون من نافذة “مارك” قدس الله سره ….
يتماهى إلى سمعي همس حنون دافئ يأتي قادما من الاعلى ، أكون هذه اللحظات انتظرصديقي العصفور ذو العرف الأسود ،الذي ماإن عرف أنني هجرت ديواني لضرورات أسريه ، حتى بدأ يقبل من النافذة التي على يمين الزاويه …
همس أخر ، قمت ، ابتسمت ، كان المطريهمي ، وعلى الزجاج خطوط سير نطفه نحو الأسفل …مااروع صوته ، يكون السؤال لإنسان مفترض يجلس بجانبي : ماهو الاحساس الذي يتولاك اثناء هطوله ؟…
افترض انه يقول : همس حبيبين يتناجيان ، ينصهران في بعضهما ، يتماهيان سموا في لحظة لازمن لها ، هي زمنهما فقط ….
على يساري ثمة قارورة عطر صغيرة ، انيقه ، اهديت لي من ” وراق” ووراق زوجة حسام نجلي الاصغر ،ابنة عطرالقصيدة المغناة سعيد الشيباني ….
ابخ إلى كفي ، تندفع رائحة المطرمن النافذه ، كيف تتداخل رائحتها برائحة العطر ؟ هنا السؤال …
احسب الجواب أنه سيكون : تتشكل من رائحتي العطروعطرالسماء اخضرار الارض في اعماق من يشتم رائحة امرأة تركت قارورتها وتعطرت من ماء الغيث ….
مايزال المطر يهمي رويدا ، ورائحة الارض تغمرروحي ، انا إبن الأرض شجنا لمشقرمزروع في حوض صغير يسقى من القارورة ونطف السماء …
العطر والأرض يشكلان قصيدة يكتبها طفل الضوء ، تراها برق يلمع بين العيون ، فيحيل المساحة إلى لوحة من ألوان واضواء ، ظلال وأشكال ….
أذهب على رؤوس اصابعي إلى النافذة الامامية ، لارى أين توزع السماء رسالة عطرها ….
حلمتا النهدين تغتسلان بدفقة من عطر..وسحابة اخرى تسيرها الريح بأمر ربها
باتجاه قمة جبل عيبان حيث وكر النسور … تتربع على القمه ،تفرغ حمولتها
هناك وتغادر …
الوان تتشكل من لمعة البرق ، ظلال تتدلى من بين أشجار الخميله ، عيون متلهفة تظهر وتغيب من وراء ستارة ملونه …
المطر في شارعنا يتدفق غيثا إلى النفوس الظمآ…
لله الامرمن قبل ومن بعد .