- عبدالرحمن بجاش
عندما أعيد الإشارة إلى الصديق الدكتور قائد غيلان، فليس الهدف إعادة فتح باب الأخذ والرد حول الموضوع إياه.. ولكن.. الدكتور قائد يعرف من أين تؤكل الكتف، وكان يصلح للصحافة، وأسلوبه في استخراج مافي الرؤوس يصلح للصحفي بشرط أن توجد صحافة..
هو مستفز جميل، يستفز من أمامه، ثم يظل ينهل مما يقرأ كردود أفعال ليس من بينها تلك التي تخرج عن حدود الذوق..
الآن أنا متأكد أنه تأكد من أن أيوب فنان الناس جميعا، يتميز عن كل الفنانين الكبار بقربه من الناس، لذلك فهنا شبه أجماع على أنه فنانهم…
وللأمر وجه آخر.
كنت في “السرويس” أغسل سيارتي، صباح يوم الجمعة الماضية..
الشاب الذي تولاها، فتح المسجل على صوت أيوب، لاحظت أن الصوت عال جدا، لم أعترض، فقط ظللت أتابعه وثلاثة آخرين يهزون رؤوسهم مع صوت أيوب..
أقتربت منه بعد أن نقل السيارة إلى مكان آخر أغلق المسجل:
هل يعجبك أيوب ؟
نعم
لماذا ؟
قالها هكذا:
لأنه وطني…
لحظتها كنت سأقول:
لكن النقاد، صمت، سألت نفسي:
هل يدري عن النقاد والناقد شيئا ؟؟؟
جرتني اللحظة إلى سؤال مهم:
لمن يغني المغني ؟
هل يغني لهؤلاء الشباب، أم يغني للنقاد ؟؟؟
سؤال معلق…
ماذا لو وقفت تلك اللحظة على كرسي مهترئ كان هناك في المحطة وطلبت إلى أولئك الشباب أن يتركوا عملهم ليسمعوني ورحت أكلمهم عن قواعد النقد، وكيف أن الفنان لم يلتزم بها وأن الشاعر وأن وأن..
ترى كيف يتصرفون ؟
أما أنهم سيعتبرون أني جننت؟
أو يضربوني إذا فهموا أن ماقلته يعني أن أيوب “مينفعش”..
إذاً:
لمن يغني المطرب والمغني ؟
لمن يكتب الشاعر ؟
لمن يبدع المبدع ؟
أسئلة تحتاج من يجيب عنها ينورني وينورهم.
لله الأمر من قبل ومن بعد.