- عمار الأصبحي
بلد يتشظى ويدفن تحت ركام حرب وكارثة موغلة بالانفلات العنيف ..
إصرار كارثي عجيب على تجاهل حالة انفراط العقد الاجتماعي وتفسخ كل مقومات ما كانت تسمى عبثا دولة، والمضي قدما في الحرب والغياب تحت شعارات وطنية مختلفة، كل طرف يدعي من خلاله امتلاكه الشرعية واتهام الأخر بأنه الكارثة كلها.
عمد الاشقاء مع الأسف على تغذية الصراع وملشنة المجتمع وضرب كل مقومات الحلم ، وذلك لفدرلة الوعي الشعبي قسريا ً، وتحويل مشروع النظام الفيدرالي الذي نتج كحاجة موضوعية لمعالجة أثار حرب صيف 94م إلى مشروع فيدرالي قابل للتنفيذ_بعد تغييب الخيارات الوطنية_ كمعالجة لأثار حربهم ونتائجها الشاخصة تنفيذاً لأجندة خارجية وخارطة جيوسياسية جديدة.
اليوم وقد تم ملشنة الوعي بحرب عبثية تم اشعالها عبثا في مواجهة عدو (افتراضي ووحيد)، أصبحت فيها كل الجهات مدججة بالعنف والكل مفخخ بالسلاح والعداء للأخر بما يكفي.. لا يستبعد أن يعلن تحالف الحرب بكل مكوناته انتهاء مهمته ووقف عملياته العسكرية في اليمن، وذلك ليضع الكل بالداخل في محك خلافاته الحادة يتقاتل مع بعضه كل طرف يبحث له عن مساحة آمنة على أرضية متشظية مشبعة بالعداءات الكل عدو الجميع، هكذا.. لا وطن ولا مشروع وطني ولا جيش وطني ولا شعب ولا دولة ولا شرعية ولا أحزاب سياسية ولا حتى منظمات أو منظومة قيم خالصة.
لقد أُفرغت كل المفاهيم من محتواها ، الثورة .. الجمهورية.. الوحدة.. الدولة.. … وووو.. وكل القيم والمعاني الجميلة وذاهبون نحو إفراغ الحياة من محتواها الانساني والسلام.
تجاهل الأزمة المركبة بتعقيداتها الشائكة هنا وتكريس الواقع بنفس الأساليب والممارسات المزمنة..
كارثة مضاعفة تنسف كل الخيارات والحلول الممكنة وتفتح الأبواب لكل ما هو أسوأ.
لا بأس إلى هنا يكفي، قليل من العقل اليوم..
دعونا نتوقف ونعترف بأخطائنا الفادحة أولاً .. على كل أطراف الحرب المجنونة وأطراف الصراع المتشعب الاعتراف بالجريمة التي ارتكبوها بحق البلد أرضا وإنسانا وهوية وتحمل نتائجها.
ومن ثم على ما تبقى من وعي وطني في هذا البلد المنكوب التماسك وعدم الانجرار وراء حملات شيطنة طرف دون أخر والحفاظ على مساحة مشتركة كنافذة للأمل على هذه الرقعة وماء لوجه حياة أخرى نلملم فيها شتاتنا لإعادة بناء وطن يتسع للجميع.
….
توقفوا الآن فقط ودعونا نخوض غمار بقية التفاصيل لاحقا ؟
- رئيس التحرير