- عبدالرحمن بجاش
لن أشطح وأقول أنني كنت صديقا حميما للأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رحمه الله، لكنني أعرفه:
عرفته يوم أن غضب مني بواسطة صالح الدحان من رسالة نشرتها في “بريد الثورة”، كان يومها رئيسا للحكومة:
رسالة من سوداني في صنعاء يقول فيها: إذا كان رئيس الوزراء لا يصدق أن الأسعار ارتفعت فلينزل إلى أي بقالة.
صالح الدحان أرسل إلي رسالة شخصية بواسطة قائد الحروي مسح فيها بي الأرض، لأنه لم يصدق أن صاحبها “سوداني”، أصر على أنهم دسوها في الصفحة بدون معرفتي، وها أنا أجدد قولي أنها كانت رسالة حقيقية ولم أكن لأقبل أن يدس أحد شيئا، لكن الدحان لم يقتنع..
حسن اللوزي رحمه الله تلك المرة الوحيدة التي لم يثور فيها لأنه كان معجبا بصفحة “البريد”، أتصل بي وقالها لي: روح للأستاذ عبدالعزيز وخارج نفسك.
ذهبت ليلا لأنني كنت أتأهب للسفر صباحا، بلغوه، رد:
ليأتي صباحا إلى المكتب..
صباحا سافرت..
عرفته مرة ثانية عندما كتبت عنه في عمودي اليومي “مشاهد يومية “، الصباح التالي وكنت أغسل سيارتي، أتصل بي الزميل عبدالعزيز الكميم، قال:
الأستاذ يريد أن يكلمك..
كان مرتاحا جدا كإنسان لما كتبته عنه.
عرفته يوم أن فاجأني ونحن معه وكان يفتتح معرض مواد غذائية لمجموعة هائل سعيد أرسل إلي لقطة تجمعنا الثلاثة عزت نعمان، هو وعزت وأنا، فجأة وجدته أمامي، مبتسما سألني:
كيف حال الشقاة ؟؟
أحترت للسؤال، قلت سريعا:
_ بخير.
ورحت أمارس العصف الذهني كما يقولون، أسأل نفسي ماذا يقصد؟.
فيم كنت أحاول أن، وجدته أمامي مرة أخرى – كان يدور على المعروضات -، قال مبتسما:
شقاة فلان.. وذهب.
ضحكت من قلبي، كنت قد حكيت لصديق عزيز ما قاله أحد ظرفاء قريتي الذي ألتقيته، وتحدثنا عن أحواله التي كانت تعيسة كما قال، وختمها بوصف مكثف: “حياتنا ياصاحبي شاقي يركب شاقي” !!.
عرفته مرة ثالثة في العام 2006 إبان انتخابات ذلك العام، وقد أتى إلى قريتنا وتناول طعام الغداء في بيت عمي عبدالوهاب رحمه الله، وزار والدي للبيت الذي كان وقتها يرقد على الفراش بعد إصابته بجلطة..
مرة واحدة جلست إليه في ديوان بيته، فقد ذهبت مع حسن اللوزي، لاحظت أنه يناقش في أمور المعرفة بتبحر العارف ويسأل عن عناوين كتب مختلفة..
عرفت من المقربين منه نهمه للقراءة في شتى صنوف المعرفة، وإذا سألته وانت مسافر عما يريد؟
يطلب منك أن تعود بكتاب ما.
وهناك هواية للرجل رحمه الله عرفتها في الدار البيضاء حيث رافقته إلى مؤتمر القمة، وكان معه في الرحلة إذا أسعفتني ذاكرتي نجله عمر الذي عاد بطربوش أحمر على رأسه !!.
شتلات الأشجار، فقد لاحظت أن هناك شتلات في بهو الفيلا التي سكنها، عندما سألت، أخبرني مرافقه أنه يحرص على العودة بشتلات جديدة يزرعها في حوش البيت..
تداعت هذه الخواطر من تعليق الأستاذ عبدالله عبدالاله في بوست كتاب السجينة، وقد عقبت عليه أنني تأثرت بالزرقة والمساح كقارئين نهمين.
لله الأمر من قبل ومن بعد.