- عبدالرحمن بجاش
توقفت أمام سوق الكميم انتظرابنتي وامها …كان هناك يجلس مرتزحا إلى الجدار…
اضعف الى حد لاتتصوروه عندما ارى بائع الذره أو ” الهند” كما نسميه في بلادنا …
عدت أجلس أمام المقود ، أستمتع بالذرة وصوت ابوبكرالكبير، لتأخذني عيني
اليه …طفل لم يتعد السابعة تقريبا ، أوقفت حركة فمي ، فقد بدأت روحي
تسألني الأسئله الأقسى :
هذا الطفل الوسيم والانيق ببساطة متناهيه وهو
يجول بنظره عل زبون يقترب بقدميه ليزن جسده ، هل خرج من بيته وقد فطر؟ ،
ذهبت عيني الى الساعه ، كانت تشير الى الحادية عشره تقريبا ، أحسست بالالم
يجتاحني واحدهم وقد بدى كرشه بارزا الى الأمام مادا رجله إلى الميزان ،
لاحقت حركة فمه من وراء الزجاج ، ارتحت عندما اخرج مئة ريال وناوله ، مرت
امرأة فعلت نفس الشيئ ، فشابة مدت بيدها بما وضعته في يده …عدت أسأل : هل فطرت ؟
نبهته بمنبه السيارة الي ، فتحت الزجاج و ناديته ، وضعت في يده مئة ريال ، قلت اعتبرني اعتليت ميزانك ، قال : سأضعه هنا وانزل إليه
…رفضت : هل فطرت ؟ لم يجب ، رأيت حنجرته تصعد وتهبط ، فهمت ، اختنقت ،
مديت بيدي من الذره ، مانع ، لكنني اصريت ، اخذها وعاد الى الجدار ، ظليت
اتابعه ولم اقوى على أن أمد يدي لبقية الذره ، غصة احتلت كل كياني ، اعرف
الجوع جيدا ، وادري ماذا يعني أن يأتي موعد الاكل ، فلا تجد ما تأكل ، وفي
أحسن حال تجد قرصا من روتي مضى عليه يوم ، فتأكله وكوب ماء في يدك
…يمربجانبك احدهم فيرمي بعض المال : اعملك شاهي ، فتمانع كرامتك فتترك
حفنة المال كما هي في نفس المكان !!!!…
أين والدك؟ – مات
ووالدتك ؟ – عند خالتي
والمدرسة ؟
……….
وأين تسكن ؟
أنا وأمي عند خالتي من يوم مامات أبي ..
ووالدك أيش كان يشتغل؟
في محل ملابس.
وكم دخلك في اليوم؟
أطلع الف ريال واعطيه لأمي
ومتى تأكل ؟
……….
عادت الزوجة والبنت ، قلت اعطين ذلك الطفل مما في الكيس ..
وعدت إلى ماتبقى في جيبي وهو قليل فأعطيته ، حاول الايأخذ ، اصريت ، أخذ وقد تولاه خجل احمرت له وجنتيه ….
تركته ، والسؤال الأقسى ينحرني : طيب وبكره ؟ كيف !!!
هي رسالتي اوجهها لكل المتخمين لعل وعسى ….
لله ألأمرمن قبل ومن بعد .