- ضياف البراق
عَدَن على كف عفريت.
عدن على ساق واحدة.
عدن على بال العنف.
عدن على ألسنة الخونة والمزايدين.
عدن على درب الرُّعب.
عدن على فوهة بركان همجي.
عدن على باب الله!
عدن هي عدنَّا الغالية، الباقية.. عدن الطيبين جميعًا.. رغم أنف الخائن، وأنف العميل، وأنف الكارِه، رغم جميع أنوف لصوص وتجّار الأوطان.
وهنا شاعرنا الكبير يقول، وهنا أيضًا فنّاننا الكبير يُغنِّي: (عدن عدن فيها الهوى مُلوَّن…).
نَعم، الهوى حين يكون مُلوَّنًا، لا ينطفئ ولا يموت. بدون الهوى المُلوَّن، بدون التعاضد والتعانق، فلا حياة ولا جسد.
ما الموت؟ انعدام الهوى المُلوَّن، انفصالُ جسدٍ واحدٍ إلى جسدين، أو أكثر.
وحدة الأرض، حياة واستقرار وتنمية. الموت يعشق المكان المُمزَّق.
تمزُّقُ كيانك الواحد، كقاطع الطريق، يقطع حياتك ومستقبلك في آن. فمن هذا «التمزُّق» تهبط عليك الحروبُ والكوارث التي لا تنتهي.
الهوى حين يكون مُلوَّنا، وفي ظل المكان الواحد، يصنع حياةً ملوَّنةً، تمامًا كعروس، بل أجمل وأقوى حياة.
هواكِ الملوَّن، يا عدن، سيعود.. سيعود ليبقى مُلوَّنًا حتى الأبد.
عدن ولّادة منذُ القدم، تلِدُ الحبَّ، تلد الحرية، تلد الثقافات العظيمة، أُمُّ التعايش والتنوُّع، سلسلةُ مُدنٍ ممتدة على طول الزمن، كل الزمن. هي أغلى زهرة في بستان اليمن. هي أقدسُ وأَهمُّ قطعة في جسدنا المُدمى.. هذا الجسد الجريح في كل مكان.
الوطن، ذلك الهوى المُلوَّن المنثور على أرضية واحدة، فحسب.