- عبدالرحمن بجاش
أذهب وأعود عبر الشارع الممتدة إليه قدمي النهدين.. حيث فندق شهران وصورة علوان الشيباني رجل السياحة الأول رحمه الله..
مثل كل عام وعندما يستمر تدفق السماء قبلا من المطر على جوانبهما، لاحظت أمس ماراح عيني طبقة من الإخضرار بدأت تزحف على منحنياتهما وتضاريسهما …تمنيت لحظتها ألا ينقطع المطر حتى تشكل الخضرة نهدي المدينة، والمدينة في عيني الشعراء امرأة قد تكون موحشة وقد تكون مثيرة فاتنة، وصنعاء إذا لو.. فسنرى مدينة جميلة فاتنة.. من لها ؟ هنا السؤال
من يخطط لمدينة لابد له أن يكون خبيرا في فهم نفسية المرأة، هنا إما أن يظهرها جميلة أنيقة، وإما أن تطلى بالرنج حسب فهمه لخارطة المرأة، والجميلة تحديدا..
صنعاء أنثى فاتنة، يشوه وجهها وتضاريس جسدها كل صباح الإنسان بجهله معنى أن تكون المدينة مدينة حلم وعشق وفن..
أحلم أن أرى يوما على حلمتي النهدين بوفيهات ، جلسات، شرفات للاطفال منها يستمتعون بحدائق السبعين الممتدة من سفح النهدين وحدائق حدين الممتدة إلى تخوم مستشفى السبعين والأمن المركزي الذي أحلم بتحويله إلى دار للسينما وقصر ثقافة ومسرح، وقصر للأطفال، وآخر للمرأة، ومكتبة عامة لمن يريد أن يقرأ..
أحلم أن أرى وقد شقت الطرقات الجميلة وسط منحنيات النهدين ، هناك جلسة ، هناك ركن يلعب فيه الأطفال، مرافق تسر الناظرين كما هي في تباب مسقط عاصمة عمان..
أحلم أن أرى تلك المساحة الحالية فوق قبر الصيني في عصر صدور قانون يمنع البناء فيها وعلى التلال المحيطة بصنعاء والجبال عيبان ونقم الذي تخيلوا لو أن هناك على قمته مطعم باذخ مبناه المخطط بعناية وذوق يشرف على صنعاء بضفتي قلبها القديم والجديد.. هنا سنرى كثيرين ينسون القات..
صنعاء مدينة إذا نعثت واستحدثت في أحشائها بنية تحتية المجاري وتصريف مياه السيول، وسفلتة شوارعها، وتشجير كل مساحة خالية، وفرضت المرافق من حدائق ومواقف سيارات، نحن نستحق مدينة جميلة..
أحلم بأن يظل المطر ليل نهار.. يهمي على النهدين وأراه وقد تحول إلى كتلتين من الخضرة..
أحلم بمين عاصمة مهندس فنان محمد سعيد فارسي الذي أشرف على إعادة رسم لوحة جدة، أكمل تحويلها إلى مدينة وذهب يقدم رسالة دكتوراة في مصر من وحي ما فعله فيها..
هل يحق لي أن أحلم..
لله الأمر من قبل ومن بعد .