- حسين الوادعي
…………
“عالم متعدد الاقطاب” هي الفكرة التي تروجها روسيا ومن خلفهم البوتينيون العرب لتبرير غزو أوكرانيا على أساس أن التعددية القطبية ستحررهم من هيمنة الغرب وتتيح لهم بناء دولهم.
احدى مشاكل هذه السردية ان العالم “متعدد الأقطاب” شهد أسوأ فتراته “الحرب الباردة” بسبب التعددية القطبية، وأن الدول الضعيفة تحولت الى ساحات لتصفية حساب الكبار بسبب استحالة الحرب بينهم.
بمكن القول أيضا ان حرب أوكرانيا هي إحدى نتائج التعددية القطبية بصعود روسيا كقوة استراتيجية ، وأن الدولة الصغيرة أوكرانيا هي أولى ضحايا نظام التعدد القطبي.
وإذا كان نظام التعدد القطبي قد حصرنا تحت نيران خمسة عقود من الحرب الباردة، وكان نظام القطب الواحد قد أشعل نيران غزو العراق وأفغانستان والفوضى الجيوسياسية عبر العالم، فأن تعليق حلم الاستقلال بعدد الأقطاب المهيمنة مجرد فكرة بائسة من مقموع يربط تحرره بعدد الأسياد المتصارعين على الساحة.
نظام تعدد الأقطاب هو نظام تعدد الأسياد، ولن تستطيع أي دولة التحرر من طلبات الأسياد الصاعدين الا لو امتلكت القوة والقدرة على ذلك.
فسواء كان هناك فطب واحد أو أقطاب سيظل الضعيف والمتخلف متخلفا وضعيفا وتابعا.