- كتب: محمود ياسين
حتى الذين يريدون أحداثا مهولة لينبهروا ولو كان الحدث ضربة نووية، فقدوا حماستهم للأهوال المتوقعة ط، الكوري الذي كان محط آمال منتظري نهاية العالم بدأ يتعقل هو الآخر ، والكورونا فقد الحماسة من جانبه ،كل شيئ مخيب للآمال سواء كانوا من دعاة السلام والحرية والعدالة أو من جمهور الكوارث المعولين على بقية جنون في هذا العالم ينقذ الوجود من هذه الحالة المضجرة، ومن اللامعقولية البيروقراطية .
لا يوجد حدث يضع حدا لتزايد الفقراء وتفاقم ثروة الأغنياء أو يتمكن من إعادة توزيع الثروة، مامن قوة جديدة بديلة يمكن التعويل عليها والصين لا تكفي ناهيك عن كون الصين قوة شمولية توتاليتارية قد تهدد الهيمنة الغربية لكنها أكبر تهديد للحرية وقيم العدالة وحقوق الإنسان، أمريكا وغرب أوروبا مهيمنة وتدعم اسرائيل وتستنزف الشعوب الفقيرة لكنها تمنح تلك المساحة من قيم الديموقراطية وتشجعها، بينما يندفع التنين بقوة نهمه الإحيائي ويحظى بحماسة عالم ضجر من ألاعيب الغرب لكنه لا يعي ثمن الحقيقة الصينية الصادمة والمكلفة بعد .
ينكشف الغرب في مجال حقوق الإنسان ” اللاجئين تحديدا” لكنه يمنح لجوءا ما ويحاول إظهار مايدعيه بوصفه عقيدة سياسية، وهناك من يمنلك على الأقل القدرة على مواجهة حكومته الغربيه وتفنيد إدعاءاتها الإنسانية وضمن عملية كشف الزيف في جوانب كثيرة منها، بينما ومع القوة الصاعدة، لا إدعاءات حقوقية لدى الصين ولا إلتزامات بشأنها ولن تنكشف كونها لم تتبنى اي حق إنساني قابل للإستلهام والمراهنة عليه، أنا فقط التنين الذي سيزيح غربا يمنع ملايين اللاجئين من الوصول وتجاوز حدوده ويمنح اللجوء لمئات الآلاف.
يمضي العالم برمته عملية انتقال وفقا للبدائل الفادحة، وهذه هي شخصية الحقبة الجديدة ، صعود الامبراطوريات وإحياء الإثنيات في مزاج من تمجيد بدائل بلا أقنعة أخلاقية زائفة لكنها بملامح وحوش صادقة وبلا تكلف .
أن تكون القوة الأولى في العالم الصين هذا خطر للغاية، دولة جديرة بالتقدير والدهشة داخل حدودها ،لكن في حال الهيمنة البديلة سيكون كل معنى حداثي تقدمي ” غير الصناعة” عرضة للاستبعاد .
يقال أن السأم يفضي لأكثر الخيارات سوءا .
يمكنك ملاحظة أنه وحتى سيناريوهات هوليود المولعة بنهاية العالم تعتمد على جنون الطبيعة لا جنون البشر .