- نعمان قائد
…………
ترى على ماذا تراهن القيادة الأوكرانية ، في تحديها الساذج لروسيا ، وقد سمعت مراراً وتكراراً ، من حكومات الدول الغربية الأعضاء في حلف الناتو ، وفي مقدمتها الولايات المتحدة ، بأنها ستقف موقف المتفرج ، فيما لو نشبت الحرب مع جارتها العظمى ، وإن أقصى ما يمكن أن تفعله — إلى جانب التنديد الشديد — تقديم ما يمكن من السلاح ، وتحميل كييف المزيد من أثقال الديون ا ل م ي س ر ة الدفع والفوائد ، ومناشدة المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط الكافي على موسكو ، كي تقبل بحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية !؟
لا أظن أن القيادة الأوكرانية المدربكة ، لم تسمع بالموقف الفصل ، الذي جاء في أقرف تصريح للناطقة بأسم البيت الأبيض ، إذ قالت بالحرف الواحد ( لا أعرف كم سيكون علي ان أكرر ذلك ، لا يوجد سيناريو سيرسل فيه الرئيس قوات أمريكية ، لمحاربة روسيا في أوكرانيا ) ، وحتى يكون الموقف جلي جداً ، أضافت القول ( لن نخوض حرباً مع روسيا ، ولن ننشر قوات في أوكرانيا ، للقتال ضد روسيا ، هذه الرؤية وهذا الموقف للرئيس لم يتغيرا ) . . . . وعليه وجب التذكير بالتكرار هنا !؟
ليس من خيار أسلم وأحكم وأشرف للقيادة الأوكرانية المفزوعة ، غير الإسراع بإلغاء طلب ان تكون عضو في حلف الناتو ، وإقتراح وقف فوري لإطلاق النار . . . . في كل الجبهات ، وإعلان إستعدادها قبول فتح حوار مباشر مع الإنفصاليين ، والتقيد بالتنفيذ المشترك لكل بنود إتفاق مينسك ، وطلب العون والمساعدة من الدول الثلاث الراعية للتسوية / ألمانيا وروسيا وفرنسا / بالإشراف على تنفيذ إلتزامات الطرفين ، والدخول في حوار ثنائي شفاف مع موسكو ، من أجل ترطيب الأجواء بينهما ، والإتفاق على إقامة علاقات حسن حوار وتعاون . . . . وعدم إعتداء ، والطلب من الغرب التسليم والإعتراف بترتيبات الوضع الجديد ، مع تقديم ((( الشكر ))) له ، على كل ما قدم لأوكرانيا ، خلال سنوات تأزيم العلاقات مع روسيا ، مع توجيه النصح والمناشدة بحل حلف الناتو ، بإعتباره من مخلفات الحرب الباردة ، وأن عالم اليوم بحاجة إلى تطبيع العلاقات بين مختلف نُظم الدول ، والإحترام المتبادل للسيادة والإستقلال ، وإقرار حق كل دولة في إختيار مسار التنمية المرجوة !؟