- عبدالرحمن بجاش
قلت وهذا (( المتور)) حق من ، قال ضاحكا: هذا خيلي الناري ، مش انت تكتب هكذا ، قلت نعم ، كانت الدراجة الناريه تقف أمام المنجره في شارع من شوارع إب ، عاد يقول : يوم الجمعه انتظر الاستاذ واذهب به إلى الجامع ليخطب بنا ، قلت أي أستاذ ؟, قال : الأستاذ الربادي !!, قلت معقول الربادي يذهب بالمتور، وأين السياره ؟, الاستاذ ليست معه سياره ، أعرف انه رفض أن يستلم سياره يومها من الرئاسه قائلا : ماأفعل بها ، أيضا كان الجاوي قد رفض هو الآخر، وعندما الحوا عليه ، طلب سيارة هايلوكس (( لنوزع عليها صحيفة التجمع )) …، هنا يتبدى الرجال الكبارومن وقفوا في وجه الافساد ، في نفس اللحظه التي كان هناك من يستلم باليدين ولامانع بالرجلين !!!…
أن تستلم فلوسا من الحاكم لاتستحقها ، فقط لشراء مواقفك ، وتحويل اسمك إلى شقة مفروشة إن انت اديب او كاتب او صحفي ، فلا ينفع القول : هم اعطوني ، وبعدين من المال العام ، مش من حق ابتهم ، هذا منطق هو الاخر فاسدا ، قل إنك من تستلم فاسد كالمفسد لافرق …,أوكمنطق ذاك الذي وجدته يوما في ساحة وزارة الماليه ، كان زميلي ، فلاحظت انه شكلا وليس اعماقا قد تغير، فالبدلة التي عليه يومها تساوي الشيئ الفلاني ، قلت ، وقبل أن اتكلم ، قالها : هم يسرقوا وانا أسرق مثلهم !!!.. كان ذلك بعد حرب 94 التي قتلت الوحده التي كانت حلما فاصبحت كابوسا على من تمنوها وحلموا بها وناضلوا من أجلها ، فقد حولها المستفيدون دوما كالمنشارالى مجرد (( تجاري سكني )) …
كان محمد
الربادي صوت حق لاينضب ، كالنهريتدفق حبا لهذا البلد ، ومن أجل انسانه
ومستقبله ، كان أحد الذين حلموا بدوله يعلوفيها فقط صوت القانون ، وعقد
اجتماعي يترجمه الدستور خطا ومنهجا …
من المنبرحيث كان يدرك ماذا يعني
المسجد تأثيرااقوى من كل وسائل الاعلام ، ضج بصوته وطنا يمنيا بلا مذهبيه
ولا طائفيه ، ومواطن يمني لايتميزاي كان على اي كان ، كلنا يمنيين يحكمنا
قانون ، وملجأ هو الدستور ، وعلم به نهيئ انفسنا لمستقبل قدم من اجله
الرجال الرجال حياتهم …
قلت يااستاذ صالح ، وقد زرته الى فندق سنان في
عصيفره : كيف ؟ قالها : مافيش فائده !!, وصاحبك ؟, قالها ولاتزال ترن في
اذني بعد أن زفرها حارة من اعماقه : كذاب ، ورح لك يابن بجاش ، فذهبت ….
الربادي ، والشحاري ، والجاوي ، ثلاثي ناضل بالكلمة والحرف بكل ما اوتوا من قوه ، وكانت اصواتهم عاليه لايهابون في الحق احدا من الفاسدين المفسدين ، قالوها ومضوا ، ولن انسى الشحاري عند كشك التحريروهويقول لي : قل لاصحابك ……ليش مايدخلوا المسجد ؟؟ ، الى اليوم وانا ارددها ، واقول لمن وقفوا تحت شعارات فضفاضه لبلدان اخرى وواقع آخر: اليمنيين في المساجد حتى السرق ، فادخلوا لهم ، لاتتركوا المسجد للزنادنه من كل الفرق والمذاهب ، فالمسجد للناس جميعا …
احمد قاسم دماج هوالاخركان صنوا للحق، صنوا للربادي الكبيرهامة وكلمه ، لايكادان ينفصلان الا ليلتئما…تحضرني حكايتهما في عدن …، فقد صادف أن كانا هناك في لحظة كانت الوقيد تتهيئ لتتحول نارافي احداث 86 ،نازلين كانا في (( الجولد مور)) ، ذات امسية رمضانيه سأل الرئيس عن الربادي ، أنا هنا قالها الربادي ، سأله : ماحصل لكم في عدن ، ضحك : ثلاث أيام الناس يتناحروا ، وانا واحمد قاس ،م كلما سألني : تقول موذي القوارح يبن الربادي ، اقول له : يقتلوا الغربان ، مادرينا الا وام الصبيان قد وصلت لاعندنا ، وكيف خرجت من عدن ؟, كانت هناك سفينه تنقل الهنود ، فطلعت معهم ، الظاهرإن شكلي مثلهم ، ابعدت الكوفيه ، وكان يعتمركوفيه دائمه من حق زبيد ، من يدخل الناس الى عمق السفينه عندما وقفت أمامه ، سألني ، هكذا خمنت عمن اكون ، فهزيت رأسي مثل الهنود وقلت : (( أتشا برابرهي )) ، فسمح لي بالدخول ، وخرجت إلى جيبوتي ، ليلتها ضحكنا كثيرا …
يحزنني أن إب حتى لاتحمل جامعتها إسمه ، اوشارع من شوارعها …
أما صنعاء فقد نسيت البردوني ، والزبيري شارع ، والنعمان لاشارع له ، أما السلال فلايتذكره احد ..
لاكرامة لنبي في وطنه …
لله ألأمرمن قبل ومن بعد .