- مشير محمــد
المقابر لا تدفن الذكريات يابلقيس، أريدُ وتراً وقلماً يستسيغان الحنين والحزن!!
تمر الأيام سريعاً ولكنني لم آنساكِ ولن أنسا يوم ما وضعتِ يديكٍ بيدي وأهلنا الي جوارنا يزفونا ويرافقونا في موكبِ فرحتنا الكبري، تمر السنين وألأيام وتطل علينا الذكري الرابعة لعيد زواجنا ولكن هذه المره لم نحتفل معاً كبقية ألاعوام التي مضت؟؟
هل كان من الضروري أن يختاركِ القدر لترحلي عني دون رجوع؟ لكي أدرك كم انا بحاجة اليك الآن، لماذا يا الله أخذتها مني وجعلتني وحيداً؟ لماذا لا تتمهل قليلاً لـ أقول لها ما لم أستطع قوله؟
ام أنكَ يا إلهي أردت أن تتلذذ بحزني ووجعي وبكائي وقهر قلبي الحزين!!!
أدركت بأن هذا الوداع هو وداع لعشرات آلاف عام مضت ، وبداية لأعوام أخرى سوف تأتي ، عندما أنظر إلي صورتك يا بلقيس ، أعرف أني قضيت كل حياتي من قبل في البحث عنكِ ، ولم أكن أبحث عن أنثي آخرى تشبهكِ ، بل عنكِ وحدكِ ، لأن روحي وروحكِ قدر لهما أن يتقابلا، وعندئذ أراد الله لي أن أعيش ما تبقي من عمري بدونكِ!! لسببٍ لا أعلمه.!!!
برحيلكِ رحل معكِ صوتي ولغتي وصمتي،وصحتي ومزاجي!!
أكتبُ أليكِ هذه الكلمات ويدي على قلبي والغصة محشورة في عنقي، وقلبي المكلوم يعتصر آلماً لفراقكِ، بل أقتات دموع الحزن الباهر والمتعب جداً، الذي جعل ملامح وجهي شاحبةوهزيلة.
أن السبب الذي جعلني أتألم كثيراً لفراقكِ هو لأن أرواحنا متصله ببعضها البعض، وربما كانت كذلك منذ زمن بعيد، وستظل على ذلك في المستقبل،
ما زلت أنا.أنا!! ذلك الطفل المشرد المجنون الذي أحبكِ و راهن بعمرهُ من أجل هذا الحب، مازلتُ أنا هذا الإنسان الحزين والتائهه في منافي اليالي، الذي جعلكِ حلماً ولم يكتمل تحقيق حلمه!!
لا أدري في اي لحظة أحببتكِ يا سيدتي
عندما كنتِ تنصتين للحوار أو عندما كنتِ تكتبين التقرير! أو عندما كنتِ تنشرين الغسيل، أو عندما أستيقظ قلبي وهو يذوب من الغياب!! لا أدري في إي لحظة أحببتكُ.فقط إني
أفكر فيكِ والحزن يملئ قلبي وأدركُ يا روحي أننا لم نلتقي من جديد، ولم نحتفل معاً بهذه المناسبة كالاعوام التي مضت!! لازلت اتدفئ بحرارة قُبلتكِ الاخيرة قبل أن ترحلينّ بأيامٍ ، قبل أن أجلس امام وجهك الباسم وأطبع علي جبهتكِ الطاهرة قُبلة الوداع الاخيرة ولم تبادليني آياه!!..
ولكنني أثق بأننا سنتقابل في الحياة الأخرى، وسيبحث كل منّا عن الآخر الى أن يجده، لقد تتغير أقدرانا يا بلقيس، ولن يتوقف حُبنا عند حدود هذا الزمان فقط ، بل سيتجاوز كل الأزمنه التي عشناها معاً.
فيوم رحليكِ قررتُ أن أطلق الرصاص على صوتي وأن أربط جسد ذاكرتي إلى عمود رخامي وأضرم فيه النار!! لكنني فكرت بصغيرنا الذي حملته في بطنكِ تسعة اشهر، ونذرتُ نفسي وما تبقي من عمري لرعايتهُ والاهتمام به، ها هو اليوم «رآفت» يكبر وينمو كهذة الورود التي على قبرك يا سيدتي، وأوعدكِ بأني سأعمل كل مافي وسعي من إجل روحك الطاهرة، ومن أجل صغيرنا الذي يكبر وهو يبحث عنك كلما احتضنتهُ أشتم رائحتك بل أحتضن قطعة منك؟
سأعلن عليك الحب، والشوق، والغفران، وساأقراء لروحك السلام وما تيسر من القران!!
وها أنا اليوم أنثر حبي وروداً وأشواقي عطراً على قبركِ يا من رحلتِ الي بعيد،
وليستُ بنادم!! لآني أنفقت عليكِ جسدي وروحي..!! وليستُ بنادم لآني أحبببتكِ.
بل نادماً وحزين جداً لأنني أفتقدتكِ ياأيتها الساكنه في أعماقي..
لروحك الطاهره السلام والطمأنينه والرحمة والغفران.!!
مُحِبكِ المخلص/ مشير محمد..
مرفأ قلم:
اعيروني حجابها
لأشتم رائحتهُ.
فلقد أبتليت مثل يعقوب.
أعماني غيابها..!
في كل مرة يختارني الحزن
في قواميس ضحكتها
وأروقة البدايات.
إني لفي ظلال همسها أهيم.
إذهبوا جميعاً وأتوني بها.!!!
مشير..