- مصطفى راجح
في ذكرى رحيل الفضول تحضر قصيدته ” يا من رحلت إلى بعيد ” التي غناها
أيوب بعد رحيله بسنوات. هي كانت عزاء الفضول لنفسه قبل مماته ، حتى وإن
كتبها لإمرأة أحبها بجنون ولم يتزوج بها ، أو على الأصح حيل بينه وبين
الإرتباط بها . وكانت هذه الأغنية المرثاة عزاء رفيقه أيوب له ، بث فيها
الروح بصوته بداية التسعينات.
كان توقيت أيوب معبراً في توقيت لحنه
لهذه الأغنية ، الوداع المتأخر ، مع بزوغ الوحدة التي تغنى بها الفضول
وسكنت وجدانه وتناثرت في قصائده وأناشيده. لم تكن اليمن إلا هوية واحدة في روحه وقصائده وهو يتنقل بين الشطرين.
تكثف في صوت أيوب رنة حزن ممزوجة بالشوق والمحبة والذكريات والقصائد
والألحان والشجن ، والصداقة كإختزال لأرقى علاقة بين الفضول ، الإنسان
والشاعر ، وأيوب ، الإنسان الفنان.
في ذكرى رحيل الفضول الذي يصادف هذا اليوم نستعيده من جديد بصوت أيوب :
يا من رحلت إلى بعيد قَصِّر مسافات البعيد
لا تدخل النسيان أو ما فيه من صمتٍ وبيد
فلربما عاد الهوى وأعادك الله المعيد
قد كنت لَمِّيْتَكْ لموم الريشِ في العصف الشديد
وخبأت حبك بين نبضي في تعاريج الوريد
فأبيت إلا أن تعود إلى ضياعك من جديد
ما قيمة الأيام بعد هواك تنقص أو تزيد
فلقد أردتُ وكنت لي في العمر آخر ما أريد
يا آخر الألحان في وتري وخاتمة النشيد
يا آخر الأشواق في سهري وفي قلبي العميد
يا آخر الأوراق في زهري تساقط في الجليد
يا آخر الإشراق في عمري وآخر وجه عيد
يا من رحلت الى بعيد