- عبدالكريم الرازحي
كان التعب قد تمكّن من العسكر وكانت الادوات التي يحاولون بها تحطيم باب السرداب تتحطّم الواحدة بعد الاخرى. ثم ان كلام المُسَفِّلَة غُيُوم عالم حول خروج الموتى كان مع مرور الوقت يفعلُ فعلهُ في نفوس العسكر. وبمجرد ان غربت الشمس، وبدأالظلام يزحف تناهى الى اسماعهم اصوات تأتي من خلف باب السرداب. وعندها اقشعرت ابدانهم من الرعب، ورموا بمافي ايديهم من فؤوس، ومطارق ،وخرجوا يجرون الى بيت عاقل القرية. لكنهم وقد وجدوا باب بيت العاقل موصداً راحوا يطرقون الباب بقوة وينادون العاقل ان يفتح لهم .
ولشدة خوفهم من ان يلحق بهم الموتى اطلقوا عدة رصاصات في الهواء حتى يجبروا العاقل على فتح باب بيته .لكن العاقل الذي كان غاضباً من تصرفاتهم رفض ان يفتح باب بيته لهم. وليلتها نام العسكر في بيت الولي شُعْلاَن. وفي الصباح راحوا يواصلون البحث عن راحيل. فتّشوا بقية بيوت القرية.. وبحثوا عنها في بيوت الاولياء ،وفي الشعاب المحيطة، وفي الحِيْودوالمغارات. وبعد ان يئسوا من العثور عليها اعلن القائد عن مكافأةٍ لمن يدلهم على مكانها .ومن سقيفة بيته راح الفقيه يطلب من اهل القرية ان يتعاونوا مع عسكر الدولة ويدلوهم على المكان الذي اختفت فيه اليهودية راحيل وكان يصرخ قائلا :
- يهودية تسافر مع اليهود ماجلّسها!! وماجلست تعمل !!
وقيل بأن واحدا من رعاة الغنم هو الذي دل العسكر على مكان وجودها طمعاً بالمكافأة.
كان الصعود الى “جبل الريح “يحتاج الى ارادة قوية، والى حافز قوي. لكن قائدهم المجدور الوجه لم تكن تنقصه الارادة ،ولا الحافز .خصوصا بعدان عرف بأن مهمته هي القبض على بنت يهودية عصت والديها وذهبت مع شابٍ ليس من دينها .
كان القائد ناقماً عليها ،وممتلئاٌ بالحماس ضدها، وعلى استعداد ان يذهب للبحث عنها الى مابعد جبل الريح .
و لأن الوقت كان متأخرا و”جبل الريح” جبلٌ تطلعُ فيه الروح. رأى ان يؤجِّل الرحلة الى اليوم التالي .وفي الصباح الباكر راحوا يصعدون الجبل الذي يقول العكابر بأن سفينة نبي الله نوح رست في قمته بعد ان انحسرت عنها مياه الطوفان .
كانوا وهم يصعدون يشعرون كما لوان ارواحهم على وشك ان تطلع .ولشدة مالاقوه من تعبٍ وعناء في صعودهم راح قائدهم المجدور يلعنُ البنت اليهوديةو يتوعدها بالعقاب .
ومن خلا ل معرفة العسكر بشخصية قائدهم عرفوا بان العقاب الذي يقصده هو الاغتصاب.
وكان من سوء حظ راحيل انها دلّتهم على مكانها من دون ان تدري. ذلك انهم بعد ان وصلوا قمة جبل الريح وبحثوا عنها في بيت الولي مبارك” ولي المطر” ولم يجدوها قرروا العودة الى الحكومة ليبلغوا الحاكم بفشل مهمتهم لكنهم اثناء هبوطهم من القمة وفيما كانت معنوياتهم قد هبطت الى الحضيض تناهى الى مسامعهم صوتٌ انثويٌ رفع من معنوياتهم واعاد اليهم الامل ومن صوتها استدلوا على مكان وجودها .
يومها كان الجوع هو الذي اخرجها من مغارة الدرويش عبد الحق ثم انها كانت قلقة على شاهر وتريد ان تعرف ماسبب تأخره!! ولماذا لم يأت اليها بالطعام!! كانت المسكينة قد سمعت صوت وقع خطوات تقترب فظنت انه حبيبها وزوجها شاهر اتاها بالطعام فكان ان راحت تناديه بكل صوتها وبكل جوارحها وبكل مافي اعماقها من حب وشوق وحنين.
وعلى ضوء صوتها راح العسكر يتقدمون ناحيتها بخطى حذرة . وبمجرد ان ابصرتهم يقتربون منها حتى اجفلت من الرعب واسرعت تجري باتجاه المغارة ظنا منها بان مغارة الدرويش عبد الحق التي حمت حبهما سوف تحميها من الذئاب. لكنها وقد وصلت اليها شعرت بالندم ولم يعدامامها سوى انتظار وصول الذئاب .
امر القائد عساكره الخمسة ان يبقوا خارج المغارة ودلف هو الى الداخل وراح يقترب من فريسته المذعورة وهي تهرب من زاوية الى اخرى داخل المغارة وكان كلما اقترب منها وصار قاب قوسين اوادنى من الامساك بها فلتت منه. ولشدة مابذل من جهد راح يتصبب عرقاً وحينما تمكن من الامساك بها عضّته في يده التي امتدت الى نهدها عضّة قوية ومن شدةالالم راح يصرخ مستنجدا بعساكره الذين اندفعوا الى داخل المغارة وراحوا يوسعونها ضرباً .كانوا يضربونها وهي تصرخ وتقاوم وتنادي حبيبها وزوجها شاهر وكان ثمة امل لديها بانه سوف ياتي وينقذها قبل ان يفترسوها لكنهم سارعوا بقطع حبل املها وقالوا لها :
- شاهر محبوس بحبس الحكومة
عندئذٍ وقد انقطع حبل الامل ،وحبل الرجاء انهارت ارادتها وانهار كل شيئ داخلها وشعرت لحظتها بعجز يضاهي عجز اولئك الذين يصابون فجأة بالشلل . بعد ان انتهى قائدهم المجدور من افراغ قيحه في جوف راحيل راح العساكر الخمسة يتداولونها ويُفرغُون قيحهم في جوفها الواحد بعد الآخر وبعد ان انتهوا من وليمة الاغتصاب راحوا يستعجلونها ويطلبون منها ان تسرع في النهوض وبالكاد استطاعت راحيل ان تنهض لكنها وقد نهضت وجدت صعوبة في المشي وكانت تشعر بالدوار وبحالة غثيان وتتوقف بعد كل كم خطوة وتتقيأ من دون قيئ فقد كانت بطنها فارغة الامن قيح العسكر. ولشدة الآلام التي لحقت بها من جراء الإغتصاب بدت لها رحلتها من مغارة الدرويش عبد الحق في جبل الريح الى بيت الحاكم في حيفان رحلة عذاب وكانت (شمس الحكومة) قد اشفقت عليها ورثت لحالها وشعرت نحوها بشيئ من العطف لكنها في اليوم التالي عندما عرفت منها بأن العساكر الستة الذين ارسلهم الحاكم اغتصبوها جُنّ جنونها ودخلت على زوجها تخبره باغتصاب عساكره لها وطلبت منه ان يسرع في انزال العقاب بهم لكن الحاكم سخرمنها وقال لها : - اليهود ياشمس اغتصبوا فلسطين بكلها ومااحّداً عاقبهم اوطالب بمعاقبتهم وانتي على سب يهودية عاصية والديها تشتينا اعاقب حقي العسكر ” كان راي (شمس الحكومة )ان تبقى راحيل عندها لمدة اسبوع حتى تتعافى من الجروح والقروح والآلام الناتجة عن اغتصاب عساكره لها :
- خليها ياقاضي تجلس اسبوع وبعدماتتباخر تسافر
قال لها الحاكم معترضا :
-” قلنالك ابوها وامها واليهود كلهم منتظرين لها في عدن وحلفوا مايسافروا اسرائيل الا بها شغلوا الامام برقيات والامام امر بتعجيل سفرها والامر امر مولاي الامام مش هو امرك ولاامري “
و عندما عرف بان زوجته (شمس الحكومة )استأجرت لها حمارا يوصلها الى الراهدة وقف معترضاً وقال لها بان ركوب الحمير محرّمٌ على اليهود وانه كحاكم لايمكنه ان يسمح بذلك
لكن (شمس الحكومة) اصرّت على ان تركب راحيل الحمار الى الراهدة.
وكانت حجتها بانها غير قادرة على المشي بعد الذي حدث لها من عساكره وامام اصرارها رأى الحاكم ان يبعث برقية للامام الناصر يستأذنه في استئجار حمار لليهودية راحيل.
ايامها كان اليهودي لايستطيع ركوب حمار من دون موافقة الامام
لكنه وهو يرسل البرقية للامام الناصر لم يقل له بان عساكره اغتصبوا راحيل واصابوها بالشلل والكُساح وانما قال بأنها مريضة ولاتقوى على المشي . وجاء رد الامام الناصر : - “عجلوا بسفراليهودية راحيل ولامانع من استئجار حمار لها طالماوهي مريضة وغير قادرة على المشي”
وبعد مرور ثلاثة ايام على اغتصاب العسكر لهاركبت راحيل الحمار الى الراهدة .ومن الراهدة ركبت سيارة الى عدن .ومن عدن ركبت الطيارة الى الارض المغتصبة . - بعد رحيل راحيل صار اهل القرية يطلقون على مغارة الدرويش عبد الحق :
” حيد اليهودية ” والبعض يسميه : ” حيد العشاق”
.