- حسين الوادعي
…………….
بلغ الخليفة العادل في جزيرة واق الواق أن أحد ولاته جلد غلاما، فاستشاط غضبا واستدعى الوالي وعاقبه صارخا في وجهه:
- متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا؟
تداول الناس العبارة في كل مكان حتى وصلت إلى مسامع الطفل الفيلسوف.
في اليوم التالي كان الطفل يتجول مع والده في السوق، وفجأة رأى الخليفة العادل واقفا والى جانبه ثلاث فتيات في قمة الجمال، كن بنات آخر الاكاسرة الذين قتله جنود الخليفة العادل.
لدهشة الطفل كان الخليفة واقفا في سوق النخاسة يبيع الفتيات لصديقه الغني وابن العم المقرب لمؤسس الطريقة الجديدة.
سال الطفل أباه:
-كيف يرفض الخليفة العبودية في الليل ويبيع العبيد في النهار؟
قال له والده غاضبا: الخلفاء وكلاء الله على الأرض، ومن اعترض على حكمهم فقد اعترض على الله.
ظل المؤرخون والشعراء يتداولون كلمة الخليفة “متى استعبدتم الناس…” وتحول الطفل الفيلسوف إلى تاجر عبيد يساعد الحكام على إدارة أسواق النخاسة التي كانت تزيد كلما زاد تغني الشعراء بعدل الخلفاء وجنودهم الفاتحين.
…………………..