- كتب: فارس العلي
مراكز “الرقية الشرعية” الوحيدة التي لم تغلق داخل هذا البلد المغلق على كل وعي متجاوز، ببساطة لأنها تجاور نفس التكريس الذي يخدم أي سلطة تستعين بالنص القرآني لإسقاط نظرية العلم، الذي يجعل الحقل التجريبي والبحث العلمي والمنطق أساسا لقاعدة أحكامه.
وبالنسبة لنا نحن اليمنيين نعيش داخل مركز “رقية شرعية” كبييير من صنعاء إلى عدن ومن حضرموت إلى الحديدة، يتْلُون علينا ما تيسر من الذكر القرآني مع بعض الترنيمات المعنفة والمصحوبة باللطم والخنق والزبط.. ونحن لا ندري بأي سحر أصبحنا على ماهو عليه!
كيف دخل الجآن أجسادنا النحيلة والجائعة وكيف أستهوتنا؟
أستغرب لماذا الجن تختار بسطاء الناس وعامتهم ولم تختار أين من هؤلاء الأراجوزات السخيفة؟!
ما هي العلاقة بين الفقر والحلول في أجساد الغلابة ؟!
لماذا لا يختار الجني أحد ما في السلطة الدينية أو السياسية أو من هوامير النهب والفساد الاقتصادي، فهم بصفاتهم ومواصفاتهم ملائمين لإستقبال وافدين جدد على الأقل يحصلوا من يصرف عليهم الإثنين ؟
لصالح من تكريس وعي “الرقية الشرعية” على امتداد الفكر الشيعي والسني، كبديل صارخ ليس للطب وحسب وإنما لهزيمة المعرفة والوعي والتنوير ، والعودة إلى ما قبل القرون الوسطى.
العودة للخرافة وتعزيز وجودها بمثابة توجيه طعنة لعين المستقبل الذي لا يلوح أفقه هنا في هذا البلد، وها هم يقودونا إليه ويغلقون أماكن التجمعات العامة، والصحف، والصوالين، والروابط الأدبية والنقابية والترفيهية، أو على الأقل يفرضون شروطهم الإنغلاقية عليها، بما يضمن قتامة المستقبل.