- طه العامري
بعد عقود من تهميش الشعب العربي وابعاده عن قضيته الوطنية عبر منظومة الوصاية العربية التي خططت لها المحاور الاستعمارية ؛ استطاع ثوار فلسطين وبمساعدة شرفاء الأمة واحرارها من المجموعات القومية التي وصلت لحكم مصر بعد ثورة يوليو وما احدثته من تحولات سياسية واستراتيجية على الخارطة القومية ؛ أقول استطاع ثوار فلسطين أن يحملوا قضيتهم إلى العالم ويثبتوا في متارسهم لمواجهة الاحتلال الصهيوني الاستيطاني وخاضوا معارك عنيفة وطويلة وقاسية بدءا من العام 1965م تحديدا حين انطلق العمل الوطني الفلسطيني بطريقة منظمة وفعالة ويزداد هذا العمل بعد نكسة حزيران يونيو 1967م وهي النكسة التي استهدفت مصر عبد الناصر ودورها القومي في فلسطين والوطن العربي وهي الحرب التي جاءت برغبة وطلب من أنظمة الانبطاح الرجعي العربي وبدعم واشنطن وبريطانيا ونفذه الكيان الصهيوني وتم خلاله احتلال قطاع غزة والقدس وهضبة الجولان العربية السورية ؛ وقد حدث هذا العدوان تلبية لطلب قوى الرجعية العربية من القوى الاستعمارية وقد دفعت تكاليف هذا العدوان للكيان الصهيوني نظام ( آل سعود ) بهدف كسر شوكة القوى القومية بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحسب رسالة موثقة وجهها ملك النظام السعودي ( فيصل ) في 15 ديسمبر 1966م للرئيس الأمريكي ( جونسون ) طالبه بها بدفع الكيان للقيام بعملية عسكرية ضد مصر عبد الناصر والسيطرة على قطاع غزة وأيضا هضبة الجولان لتربية ( القوميين السوريين ) كما ورد في رسالة ( فيصل ) للرئيس الأمريكي ؛ وقد حدث هذا في حزيران يونيو 1967م ..
فلسطين دفع ثمن النضال في سبيلها الكثيرون من أحرار الأمة فقد حورب نظام عبد الناصر بسبب موقفه من القضية العربية الفلسطينية وحورب التيار القومي العربي بل والفكر القومي العربي برمته والسبب تمسك القوميين بفلسطين وموقفهم الرافض للهيمنة الاستعمارية بكل اشكالها وأيضا لموقفهم من الأنظمة الرجعية المرتهنة والمنبطحة على أبواب القوى الاستعمارية ..في عام 1965 م تأسست منظمة التحرير الفلسطينية كراس حربة للنضال العربي لتكون ندا في مواجهة الكيان الصهيوني الذي هو بمثابة رأس حربة للقوى الاستعمارية ؛ على أن تكون مهمة التحرير مهمة قومية ومسئولية كل العرب ؛ ولم يدوم هذا كثيرا ففي مؤتمر القمة العربية في الدار البيضاء عام 1974م تخلى النظام العربي عن قومية المعركة ومنح منظمة التحرير الفلسطينية مسئولية التحرير باعتبارها الممثل الوحيد للشعب العربي الفلسطيني ؛ وعلى أثر هذا المؤتمر بدأت أطراف الارتهان العربي تتأمر على القضية وتساوم عليها وتمارس ضغوطها على القيادات الفلسطينية لتقديم التنازلات للعدو..؟!!
لتستمر الضغوطات العربية والاستعمارية على القادة الفلسطينيين وعلى ثورتهم وقضيتهم فتم اخراجهم من الأردن إلى لبنان بعد مجزرة النظام الأردني بحقهم والتي شاركت فيه قوات خاصة صهيونية لحماية العرش الأردني عام 1970م والتي رحل بعد حلها الرئيس جمال عبد الناصر ؛ ظلت الرجعية والقوى الاستعمارية تحيك مؤامراتها على القضية الفلسطينية لتبلغ المؤامرة ذروتها عام 1982م في لبنان التي اجتاحتها القوات الصهيونية وسط صمت عربي مريب باستثناء سورية وجيشها التي خاضت المواجهة جنبا الى جنب مع الثوار الفلسطينيين ؛ لتصدر على أثر ذلك ما اطلق عليه بمبادرة ( السلام العربية ) التي كتبها الصحفي الأمريكي ( توماس فريدمان ) لولي العهد السعودي _ حينها _ فهد بن عبد العزيز الذي قدمها باسم بلاده في قمة ( الرباط ) بالمغرب وتم رفضها _ يؤمها _ لتبقى المساومات والمضايقات والحصارات تتعدد على الثورة الفلسطينية وقيادتها حتى بلغت الأمور بالرئيس الشهيد ياسر عرفات أبو عمار أن قال ( أريد كيلوا متربع داخل فلسطين ) ..؟!!
بعد كارثة العام 1990م ودخول العراق للكويت وحرب تحرير الكويت عام 1991م أنعقد ما يسمى ب ( مؤتمر مدريد للسلام ) لتخرج منه منظمة التحرير التي كانت قد تحولت إلى دولة في المنفى عام 1988م اثناء انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني بالجزائر ؛ المهم خرج الفلسطينيين بعد عامين أو ثلاثة من انعقاد مدريد باتفاق ( أوسلو) ودولة ( غزة _ اريحا ) الذي عابه الكثيرون وانتقدوه الكثيرون لكن الفلسطينيين ومعهم حق اعتبروه خطوة على بداية الطريق ونقطة تجمع تقيهم شر الشتات وإهانات الشتات ومضايقات الشتات ولو لم يكن ( أوسلو) لما كان انتصار ( غزة ) الأخير ..؟!!
لتظل مؤامرات المنبطحين العرب تتطور بتطور الاحداث والزمان وتقدمه وتحديث أدواته ووسائله ؛ وقد تنوعت مؤامرة المنبطحين العرب بين دق أسفين الفتن في الوسط العربي الفلسطيني وبين حصار الشعب والقضية وتجويع الشعب ومساومته على قضيته ومواقفه مقابل حفنة مساعدات غذائية أو كميات محروقات فما بالكم بالدعم المطلوب لمواجهة ترسانة جيش الاحتلال الصهيوني ؛ ومع كل ذلك صمد شعب ( الجبارين ) وقاوم الدبابة بالحجارة والبندقية بالمقلع وقنابل الغاز بحرق الإطارات المنتهية الصلاحية .!!
لم يقف أي نظام ليعزز صمود المقاومين العرب في فلسطين الذين جابوا كل الأقطار باستثناء الجمهورية العربية السورية وبعض الدول العربية وهي قليلة جدا التي منحت المقاومين دعم متعدد وأن كان محدودا لكنه كان أفضل من عدمه وكانت مواقف من قدمه أفضل من أولئك المترفين المنبطحين الذين أن قدموا دعمهم المادي قدموه بشروط الفتنة وأن تكرموا كان كرمهم كرم اللئام وحسب ؛ فكانت سورية وحزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية هم الملاذ وهم العزوة والسند الذين قدموا ما لم يجروا أي نظام عربي من أنظمة الانبطاح على تقديمه للمقاتلين العرب في فلسطين ؛ وهذا ما اغضب حثالة المنبطحين والمرتهنين الذين ما برحوا يقرعوا أجراس الفتنة في منابرهم الإعلامية ويحاولون ( شيطنة إيران ) وشيطنة مواقفها وتجاهلوا أن الشياطين بداخلهم وهم من يجب أن نستعيذ الله منهم ومن شر افعالهم الارتهانية ويمكن الاستشهاد بمواقف أولاد ( زائد ) وكيانهم ومواقفهم التي لم يصدقها حتى ( الشيطان ) نفسه الذي وجد مؤخرا من يفوقه دهاء ومكر وخداع ..؟!!
أعرف ويعرف الكثيرون من أبناء أمتنا من محيطها إلى خليجها أن هولاء المنبطحين والمرتهنين والكلافين في الاسطبل الصهيوني الأمريكي الاستعماري لاحول لهم ولا قوة وأنهم مجرد عبيد مأمورين ؛ لكن حتى العبيد هناك قدرة لتحملهم ومدى لتجاوبهم مع اسيادهم ؛ أن تجاوزوها انقلبوا وصرخوا إلا عبيد الصهاينة والأمريكان فهم يشبهون راقصة ) الاستبليتيز ) وهي رقصة تبداها الراقصة بكامل ملابسها ثم تقوم بخلعها اثناء رقصتها قطعة ؛ قطعة حتى تتجرد وتصبح عارية ليتمتع بعدها جمهور المشاهدين بجسدها ومفاتنها قبل ان يتناوبوا بعد ذلك على ممارسة ( الجنس ) معها بطريقة مقرفة وهذا هو ما يقوم به المنبطحون في أنظمة العهر العربي وفي مقدمتهم أولاد زائد الذين فاقوا في انبطاحهم اسلافهم من المنبطحين ..؟!
كلمة أخيرة لكل هولاء ومن يقفون اليوم حاملين وشاهرين سيوف النقد الخشبية في وجه إيران على خلفية تمويلها للمقاومة داخل فلسطين بالمال والسلاح ؛ ويكيلون تهمهم تجاه إيران وهم من يتأمرون على فلسطين وعلى سورية وعلى كل عربي حر ؛ أن ايران أيها العبيد قامت بما لم تقدروا أنتم وبكل ثرواتكم عن القيام به لأنكم أجبن من أن تقوموا بمثل ما قامت به إيران وسورية وحزب الله ؛ لسبب بسيط ومنطقي وهو هل بإمكان ( المخصي أن ينجب ) ؟ وأنتم للأسف ( مخصيين ) على يد القصاب الأمريكي _ الصهيوني ..؟!!
أن تأمركم على فلسطين وعلى العرب والعروبة والقومية قديم وليس بجديد ؛ لا نكم لم توجدوا إلا لتقوموا بما تقوموا به اليوم ولم يزرعكم الاستعمار إلا ليجني منكم مواقفكم المخزية التي تقوموا به اليوم وبكل وقاحة ؛ وهل ثمة وقاحة أن تذهبوا لعند احبار الصهاينة تستجدون بركاتهم ؟!! وهو فعل لم يقدم عليه حتى ( مناحيم بيجين )..؟!!
هل ثمة وقاحة وارتهان وانحطاط أكثر مما سطره سفير أولاد زائد في كبرى الصحف الأمريكية مؤخرا من كلام مبتذل وعبارات تعكس وتجسد بشاعة الرذيلة التي سقطتم في مستنقعها ..؟!!
لكن لا لوم عليكم فمن حول كيانه أو دولته المزعومة إلى ( كباريه ) ليس غريبا عليه أن يكون حاكم برتبة ( ماما سنغ ) ..؟!!
عليكم اللعنة يا أحفاد ( العلقمي ) وعلى كل من يراهن عليكم أو يعتبر أنكم عرب وتنتمون إلى هذه الأمة التي لا يصنع تاريخها أمثالكم بل أنتم لحظة عار عابرة في تاريخها ؛ مثلكم مثل ( مسيلمة وسجاح ) ..؟!!
للمواضيع صلة