- صدام أبو عاصم
عقيل الصريمي؛ إسم موسيقى لصوت تحدى النسيان.
لا أظن أن صوتا سيحل محله قريبا في أي مذياع كما في ذاكرتنا أيضا.
بعد يوم مرهق كنا نبدده قسرا في حرث الارض أو رعي الأغنام في قرانا النائية، كانت عقارب الساعة لا تشير إلى التاسعة مساءا وإنما إلى أجراس فرحتنا ولهفتنا ببرنامج “أوراق ملونة” في إذاعة صنعاء؛ البرنامج المنوع الذي سيتغير إسمه لاحقا إلى “واحة اليوم”.
كان صوت الثنائي #عقيلالصريمي و #عائدةالشرجبي واحد من أهم محفزات السعادة والاسترخاء، وبالنسبة لي شخصيا كان أيضا دافعا أساسيا للاتجاه نحو دراسة الإعلام.
كنت أحبذ الإستماع للبرنامج وأنا في سطح المنزل حيث استدارة القمر ورقصات النجوم تكمل المشهد.
كان يتنازعني حينها طموح مستقبلي بين الإعداد والإخراج أما كمذيع فبعيد، لأني أعرف صوتي جيدا ورحم الله امرءا عرف قدر صوته.
كان المرحوم المخرج الإذاعي عبدالرحمن عبسي، مخرج غالبية حلقات البرنامج، واحد من الشخوص التي في عمق دائرة الحلم أيضا، وأثناء دراستي للإذاعة والتلفزيون التقيته مرتين إحداها في مبنى الإذاعة، وكتبت مقالا عن الأحلام واللقاء والخسارة حين توفى رحمه الله مطلع العام ٢٠١١.
أتذكر عنوانه “من سيلون أوراق أحلامنا يا عبسي”.
اليوم يغيب الموت واحدا من أعمدة حلم المراهقة باقتحام عالم العمل الإذاعي والتوهج فيه، وهو الأكثر إبداعا وأخلاقا وإلتزاما وفقا لكل من زامله وعرفه.
كان يعاني عقيل الصريمي منذ أشهر من آلام القلب بصمت وقد تناسته حكومات الشرعية والإنقلابيين أيضا، لكن معلومات أكدت أن رئاسة الوزراء ساهمت في تسفيره للخارج وتطبيبه.
أجرى الصريمي عملية قلب في مصر قبل أشهر وعاد لمسقط رأسه في تعز متعافيا غير أن الزميل والصديق خليل القاهري وهو من كان على تواصل شبه دائم مع المرحوم الصريمي قد أشار في تغريدة إلى أن هناك خطأ طبي ارتكب أثناء العملية الجراحية لقلب الصريمي الطيب والنقي.
في كل الاحوال خسارتنا كبيرة بموت واحد من أهم قامات الإعلام الإذاعي، ولئن توفاه الله وهذي سنة الحياة، فصوته لن يبرح ذاكرة الأجيال.
إذ كيف بصوت مثل الذي لعقيل الصريمي أن يتيبس أو يموت!
الخلود لروحه والعزاء لكل زملائه وأهله ومحبيه