ما الفرق بين هندسة بريمر الحاكم العسكري الأمريكي للعراق ، ووضعه دستورا لعراق مذهبي وعِرقي وجهوي ، وبين مشروع الإقاليم الستة في اليمن ، والتي تَمَّت وفق معايير (ثقافية) مذهبية وعِرقية وجهوية ؟
أليس ما تم في العراق أعيد إنتاجه في اليمن؟
ليكون اليمن اتحادا لأقنعة الطائفية المتعددة ،لا دولة وحدوية ذات سيادة وإرادة ، قوية بمركزها، وتشاركية في إداراتها المحلية واسعة الصلاحيات؟
هل خرج الشباب في 11فبراير 2011 مطالبين بتقسيم اليمن إلى أقاليم أم كان مطلبهم إسقاط نظام الاستبداد ليحل محله نظام ديمقراطي يكون فيه الشعب هو الحاكم، لا أهل الحل والعقد والوجاهات المشيخية والعلمائية ، ولا الأهل والآل!
خرج الشعب مطالبا بأن يكون صوته هو الحاكم والحَكَم،
خرج من أجل تحسين مستوى معيشته وتوفير الخدمات، وفرص العمل، والتعليم، وإصلاح مسار الوحدة، أي الانتقال من منهج الضم والإلحاق إلى نهج المواطنة والوطن والمواطن…
الحاكم بريمر في العراق كرمزية لمشروع صهيوني أمريكي هو ذاته من هندس لليمن كل هذا الخراب، وعلى أسنة الطائفيين المذهبيين، والمناطقيين والجهويين…
على أسنة ألهويات العرقية، هاشمية سياسية أو قحطانية سياسية استدعت من التاريخ ما هو هش ومفكك، ومن أوهن عصور التاريخ وانهيار الحكم المركزي في اليمن كانت دعوة (الأقيال) وهي دعوة عرقية استدعتها أوهام الاصطفاء، فدوائر الطائفية تتسع ، والأشباه والنظائر يصبحون رموز تفاهة هذا (الزمن الإسرائيلي)!
تتعاضد الزيدية المذهبية مع الزيدية المناطقية، وفي الضفة الأخرى من الأوهام القاتلة تخلقت بموازاة ذلك وبمقدار يذكرنا بقانون نيوتن”كل فعل له رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه” تخلقت أوهام (الأقيال) و(تعز لا تهان) ومأرب ، و(الجنوب العربي) ومشيخات المحميات الغربية والمحميات الشرقية الخ…
أين ما أصبحنا فيه من مطالب الشعب في 11فبراير 2011م؟
بذات القلم كان دور عبد اللطيف الزياني رسم تسوية فبراير 2011م، وبذات القلم ذهب في سبتمبر 2020 ليوقع اتفاقية التمكين لإسرائيل في فلسطين والخليج!
ومنذ 2011 والحاكم العسكري في اليمن خماسية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية وقطر والامارات، وجميعهم خمسة في واحد، أي الولايات المتحدة مع توزيع المهام لتخفيف الأعباء عن الدولة العظمى، التي اعتادت أن تراكم مكاسبها دون كلفة تذكر!