- عبدالحكيم الفقيه
أغضبت تمثالا لأني لم أبح بذهول بضع دقائق في متحف يكتظ بالسياح والصمت الذي يزهو ويدخل آلة التصوير مرتديا جلابيب الكلامْ
ألم يع الرواد أن الناس في اللوحات منذهلون من هذا الزحامْ
ومن حديث عجوزتين وطاعن في السن يسعل والصدى يلقي عليه من الحياء ستارة شفافة مثل الغمامْ
عينان في وجه يغادر لوحة الخشب الملون تطلقان سهامها صوبي وتقتنصان من شرفات قلبي زهرة الدفلى وأجمل طائر خبأته بين الحمامْ
الناس مبهورون للجمل التي يحشو الدليل بها مسامعهم وقلبي لم يعد وطن الهديل، تبعثرت أسراب قلبي في فضاء المتحف المسقوف واقتنصت حماماتي عيون الزيت وابتسمت تماثيل الرخامْ
دقائق معدودة وخرجت صوب الشارع المفتوح مسكونا بأعراض الغرامْ
خبأت تذكرة الدخول بجيب محفظتي..
ونفضت تبغي في الهواء
وعالم اللوحات أجمل من بلاد قلبها بوم على روح حطامْ
- فبراير 1997 تعز