- وليد محمد
يوم تلو آخر وأنا أرى ذلك التطور الجميل في ولدي إياد ذو الخمس سنوات وهو يحثني على أخذ الإجراءات الإحترازية من مرض كورونا ( كوفيد19) ، هذا التطور الذي جعلني أتسائل من أين يستقي هذه المعلومات؟ وكيف يعلم بالصح و الخطأ منها ؟وما مدى تأثيرها عليه؟ .
في يوم إجازتي قررت أن أفرغ نفسي من أي أعمال منزلية أو أي إختلاط بالأهل أو الأصدقاء لأجلس معه وأراقب ماذا يشاهد ؟ وبماذا يلعب؟ ومع من يلعب؟ لعلي أصل إلى إجابات لكل التساؤلات السابقة.
بعد يوم من الجلوس معه ومتابعة كل ما يعمل اتضح لي أن قنوات الأطفال كالإم بي سي و ماجد و سبيستون وغيرها من القنوات الخاصة بالصغار لها دور كبير في التأثير على ولدي و على الأطفال الآخرين الذين يبرزون معرفتهم بطرق الوقاية من كورونا عند الإلتقاء في الشارع
ذلك جعلني أدرك مدى قوة التأثير الذي تتركه تلك القنوات في الأطفال وخصوصا في مثل هذا الوقت الحرج من إنتشار المرض في العالم عامة واليمن خاصة و مدى قدرة الأطفال في التأثير على الكبار وإحراجهم بأن يزيدوا الإهتمام بطرق الوقاية من كورونا ( كوفيد19 ) ، فعندما كنت أغفل قليلا عن مشاهدة التلفاز وأغوص في جوالي كان يقوم إياد بوضع يديه على وجهي من أجل إعادتي للمشاهدة وخصوصا في الوقت الذي يكون فيه إعلان صحي يوضح الصح و الخطأ في غسل اليدين ، والعطس ، والأكل .. إلخ من طرق الوقاية التي تعرضها كل قناة بشكل جميل وجذاب للصغار الذين يتأثرون بدورهم فيقومون بإحراج الكبار في تنفيذ تلك النصائح التي لو لم ينفذها الكبار سعتبرها الأطفال إعلانات غير مهمة ويتركون تنفيذها ولن يرضخوا لأي أوامر من أهاليهم في هذا الجانب إلا بصعوبة .
بالتأكيد سيقول البعض ما هو الهدف من وراء هذا المقال وما الذي أريد أن أوضحه أو أوصله للقاريء الكريم ؟
ما أريد توضيحه وإيصاله هو أن الأطفال لهم تأثير قوي على الكبار في تنفيذ الوقاية من أي مرض أكثر من الإعلانات الخاصة بالكبار وهذا ما لاحظته وأكده لي أصدقائي عند سؤالهم بتأثير أبنائهم عليهم بعد مشاهدة الإعلانات الصحية . لذلك أدعوا الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات المدنية إلى تكثيف الإعلانات الصحية الموجهة للأطفال والهادفة في الأساس إلى التأثير على الكبار قبل الصغار .