- محمد ناجي أحمد
(سيأتي دورك بعدي يا روبسبير) دانتون
الطريق الوحيد لإسقاط العنصرية العرقية ، وتحرير الناس من قيعان الهويات الطائفية ، الطاردة في جوهرها -هو التحالف في هذه المرحلة مع التجمع اليمني للإصلاح ودفعه نحو التحولات الوطنية كعروة وثقى للجميع، وخطوة نحو استعادة (الوطنية اليمنية الجامعة) على أرضية :
مواطنون ووطن واحد ، الدين لله والوطن جامع للناس.
فلقد لمسنا في بيان تجمع الاصلاح الأخير بخصوص إدانته للعنصرية التي تستأثر بالسياسة والثروة، ورفضه للتمييز بين الناس على أساس المذهب والعرق والنوع استجابة للتطورات العصرية واستحقاقات النضال الاجتماعي والسياسي المتراكم بجهود الحركة الوطنية اليمنية والعربية والإنسانية. ولمسنا فهما وتوجيها للآيات القرآنية واستنطاقها الدلالي وفق مقاصد الدلالة الكلية للكتاب، لا وفق الأفهام والدلالات الشاردة عن نسقها الكلي في مقاصد التشريع المنضبطة بالحرية والعدالة ، وأن الثواب والعقاب أساسه الفرد لا العصبويات الجمعية والهويات الوهمية “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” التعارف بما هو انصهار اجتماعي للتكوينات البدائية، والتقوى بماهي إتقان في العمل والجهد الفردي الذي هو القيمة الفعلية له.
إن المماثلة الخاطئة التي يقع بها البعض بدافع الثأرية الضيقة التي لم نخلوا منها- في قولهم بأن تجمع الإصلاح هو الوجه الآخر لسلطة القهر في صنعاء قول ليس خاطئا فحسب بل خطيئة تصب في مصلحة الفاشية العرقية ، وتخدم استدامة بقائها جاثمة على رقاب الناس ، ومختطفة لمقدساتهم بوطن واحد وإله هو الحرية وهو العدل وهو السلام…
ينبغي أن يكون النضال من شقين: دفع الإصلاح نحو التماهي مع المشترك الوطني ، واستعادة طريق النضال على أسس اجتماعية لا هوياتية ثقافية وجهوية…
في ألمانيا كان البعض يشبه الاشتراكيين الديمقراطيين بفاشية الحزب النازي فساعد ذلك على وصول هتلر وضربه للجميع…
ينبغي التفريق بين طبيعة التناقضات وزمنها، والنظر إلى أن المواقف تصنعها ظروف موضوعية لا أمزجة يروق لها ذلك أو لا يروق…
إعادة الصراع إلى أرضيته الوطنية والاجتماعية سيسقط أقنعة الطائفية بما في ذلك الإرث الذي يُقيد حركة الإخوان المسلمين ويعيق مراجعاتهم ، وسيساعد الناس في أن يكونوا مع استحقاقات وطنية وعدالة اجتماعية بدلا من حشرهم داخل بوتقة أوهام الهويات القاتلة…
لن يتخلق الجديد إلا من الممكن السياسي والمتاح، دون ذلك ستكون حركتنا للخلف وأعيننا إلى الأمام !
أنا لا أقول بأنه لا صراع ولا تناقض مع (تجمع الاصلاح) بل أقول هناك مشترك وطني يجعل الصراع الاجتماعي معهم مؤجلا إلى أن يتم إنجاز متطلبات وطنية تفرضها المرحلة…
تقديم التناقض الثانوي في هذه المرحلة لا يعني سوى استدامة الحكم على أساس العرق والولاية…