- ضياف البراق
قرّرَ أن يغيّر عادته الفاشلة في النوم
فتناسى أنه وحيد
وتناسى يأسه الشديد من رتابة الرفاق
فاتحًا لهم صفحة أخيرة في دماغه المعطوب
وتناسى أنّ لا جدوى حتى من النوم
وأنّ لا جدوى أبدًا من تغيير العادات
وتبييض القلوب المريضة بالحقد
وتنظيف المسالك البولية التي تُسبِّب الحروب..
وتناسى أنّ التناسي، مثله مثل الحب تمامًا،
يزيد حجم الألم.. خصوصًا الآن
وابتسمَ قليلًا من داخل قلبه الطريح الأرض
حابسًا دموعه في مكانها
ومتنازلًا للأمل عن فكرته الوحيدة
التي يدافع بها عن نفسه..
وأخيرًا خلع جميع همومه وأحزانه
وجميع أحلامه ومشاكله أيضًا
إلى داخل كيس كبير،
وعلّق الكيس على الجدار الوحيد في غرفته،
ولكن الجدار هذه المرة بحاجةٍ ماسّة إلى النوم
فسقط فوق رأس صاحبه دفعةً واحدة
من فرط التعب
والجدار، عمومًا، بريء من كل شيء.