- محمود ياسين
بدلا من مقاومة الفيروس والقيام بما ينبغي عليكم كسلطة رحتم تقاومون المؤامرة والتفرغ لدحض الشائعات ، الشائعات التي لم يكن لها أن تأخذ هذا الشكل من الوظيفة البديلة لو لم تتخلوا عن وظيفتكم ، وهو الإفصاح الرسمي المسؤول والواضح الذي يحدد أرقاما وإحصائيات .
أين هي الغرف الجاهزة لاستقبال المرضى وأين أجهزة التنفس ولا تقل لي انك بلا موارد وإمكانات ، هذه آخر مايمكنكم الحديث عنها وكان عليكم تجهيز مبان معدة جيدا لاستقبال الحالات بكفاءة وفاعلية وليس الإحالة على مستشفى الكويت والحديث بعدها عن مؤامرة ، الكذبة التي تدحضها بكذبة ، الشائعة عن إبرة الموت ترد عليها باستبعاد أي إبرة للحياة وكأنك بتلك الأكاذيب ضدك قد أعفيت نفسك من حقيقة أن عليك حماية الناس في نطاق سلطتك الكاذب منهم والصادق .
تبدو كتاباتي في الكورونا والمسؤولية شكلا من بيانات مملة وتجردني محاوراتكم من براعة الإبداع ذلك أن محاورة الأطراف اليمنية تجعلك متأزما ومنهمكا في إيضاح الحقائق مثل ما يتطلب الأمر محام بارع لاستعراض بديهيات في الأصل .
بديهية أن الفيروس دخل صنعاء مبكرا وأننا عاصمة في عالم تلقت عواصمه وقراه وبلداته الوباء ، وثانيا بديهية أنكم أخفيتم الأمر وبديهية أنكم تركتم للشائعات لعب دور المتحدث الرسمي وبديهية أن طه المتوكل وطاقمه تجسيدا للفشل ، ثم بديهية أن صنعاء لا تحتضر كما يروجون بحماسة لكنها تعاني كأي مدينة على كوكب الأرض ، وأن ما تحتاجه هو الأداء وليس الجدل والمكايدات ، وأن حثكم ومساندتكم في هذه المعركة بديهية إنسانية تتخطى كل الذي نختصم عليه من شكل الحكم ومحددات الصراع السياسي ، إذ ينبغي في الكارثة مواجهة الكارثة بحس إنساني مشترك يقدس حياة الإنسان أولا وأخيرا.
تحركت اليوم ولم يخبرني أحد في العمارة أن قريبا له مات بالكورونا ولا أحد في البقالة أيضا ، وليس عند مركز الإتصالات ، سائق التاكسي ومقاوتة حرف سفيان الذين أومئ لهم من بعيد والسلام تحية ، إنهم أحياء وأقاربهم أحياء والمدينة لا تحتضر وفقا للإعلام المتحمس في وسائط التواصل ، لكنها ليست بخير وفقا لطه المتوكل الذي يقال أنه مريض .
لا مرضى في الشوارع والصورة المتداولة في شاشات التلفونات ليست مطابقة ولا مقاربة حتى لشوارع صنعاء ، وهي أيضا ووفقا للبديهية ولأخبار الحالات الموثقة وكأنها بمعزل عن وعي سلطات صنعاء التي تبدي استجابة واعية لفكرة المؤامرة الفيروسية والغرب والصين والصراع الاقتصادي وماشابه وكأن المؤامرة بمستوييها العالمي والمحلي هي المحدد والحامل لهذا الموقف الأقرب لسذاجة وخفة من يبحث لأنانيته وفشله عن مؤامرة .
أعلنوا الإحصائيات واستجلبوا أجهزة التنفس وقوموا بما عليكم والنقود موجودة وإذا افتقرتم إليها ” بيعوا الجنابي” من قال لكم تتحكموا بمصائر الناس وتتديولوا هكذا ؟ لكنكم أسرى فكرة الغنيمة ، الفكرة التي ستهدر كل فرص الحياة معا تاركة للإنسان الموت وحيدا في عاصمة لا تحتضر لكنها قطعا ليست بخير .