- العزي العصامي
هذا اليوم سيدخل تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابه و سيغير الكثير من المعطيات والنتائج وسيصبح للاعبي الاحتياط في كل فريق أهمية أكبر لحسم المباريات وتغيير النتائج بعد ان سمح الفيفا بإجراء خمسة تبديلات لكل فريق في كل مباراة بدلا من ثلاثة.. وبدأ تطبيقها اليوم مع استئناف الدوري الالماني..
الفيفا وافق على مقترحات الزيادة في عدد التبديلات نظرا لاستئناف مباريات الدوريات الاوروبية الكبرى في وقت ترتفع فيه درجة الحرارة وبصورة استثنائية بعد توقفها جميعا في مارس الماضي نتيجة وباء كورونا..وذلك لتخفيف الاجهاد على اللاعبين..
وهذا القرار بالنسبة له قرار مؤقت لفترة معينة وسيتطلب لاحقا المصادقة عليه عند استئناف منافسات كرة القدم بصورة طبيعية.. وسينال الموافقة بالاجماع..
أنا من أنصار زيادة عدد تبديلات اللاعبين لكل فريق خلال المباراة الواحدة، من ثلاثة تبديلات ليصل إلى خمسة لعدة اعتبارات لا تقتصر فقط على هذا التوقيت.. وكنت افكر بهذا من فترة طويلة وتوقعت اقراره يوما مالانه سيصب في مصلحة كرة القدم عالميا..
من أهم الاعتبارات التي أراها أفضلية في زيادة عدد التبديلات، إتاحة الفرصة لعدد أكبر من اللاعبين للمشاركة في المباريات بل والتأثير في نتائجها.. وظهور عدد أخر من لاعبي التكتيك الذي يستعين بهم المدرب في الاوقات الحاسمة..
سيجد كثير من اللاعبين المميزين في دكة الاحتياط فرصتهم لتقديم أفضل ما لديهم مع زيادة فرصة المشاركة في كل مباراة.. ناهيك عن إمكانية تعويض اللاعبين المصابين او الذين تعرضوا للإجهاد وأصبحوا عالة في الدقائق الاخيرة..
سيجد المدربون الأذكياء خططا عبقرية من خلال الدفع بخمسة لاعبين احتياطيين في المباراة الواحدة كأوراق تكتيكية تعيد ضخ الدماء الجديدة للفريق ورسم شاكلة الاداء مجددا، إما لتغيير النتيجة أو للحفاظ عليها وتحمل ضغط الفريق الخصم..
كل مدرب سيتوفر له عدد من اللاعبين التكتيكيين يمكنهم الزج بهم في أي لحظة خلال الشوط الثاني لتنفيذ توجيهات معينة تفضي في النهاية إلى الوصول إلى النتيجة المطلوبة..
ستزداد قيمة وأهمية اللاعبين التكتيكيين لاحقا وستبحث الأندية والمنتخبات عنهم بشكل أوسع ويزداد دورهم بعد ان كانت فرص مشاركاتهم وتأثيرهم أقل.
المهم أن مفهوم كرة القدم سيتغير كثيرا للافضل..
لن تجد لاعبا مجرد كمالة عدد أو حبيس دكة الاحتياط بصورة دائمة ولن يطالب مثل هؤلاء بالخروج من أنديتهم طالما وقد أصبح لديهم فرص أكبر للعب، وبالتالي سيجدون طريقهم لمنتخباتهم الوطنية..