قصة قصيرة
- عبدالحكيم الفقيه
السماء تغسل الأرض بمطرها المدرار، وسيل جارف يعبر شارع المدينة الرئيس والمنحدر، وزحام يتجنب الابتلال على الرصيف تحت بالكونات البيوت وصفائح الزنك فوق بوابات الدكاكين ورعود تدوي كصوت غارات الطيران الحربي. العيون تلتهم جسد امرأة ألصق الابتلال ملابسها بشدة على جسدها المثير المفاتن.
أشعل حمدان سيجارة وأخذ يتأمل من شرفة غرفته المطلة على الشارع. كانت الساعة تقترب من الثلاثة عصرا، رن هاتفه فأجاب : نعم نعم بعد المطر سأكون هناك. توقف الهطول وخف المجرى وخرج الناس للعبور على الأرصفة ولاح قوس قزح وبدت الشمس كفاتنة خلعت برقعها الى الأبد.
أيمكنك زيادة السرعة؟
ما عجلك؟
أخشى أن أفوت الموعد.
أنت بعقلك أم لا؟
لماذا؟
كيف أسرع؟ وقدامي هذا الطابور الطويل من الباصات
طيب هات ولاعتك
أشعل سيجارة وحرك رأسه كصدى لايقاع أغنية تنبعث من مذياع الباص
توقف الباص فنزل حمدان واتجه نحو مدخل فرعي وغاب عنه منظر الشارع
أنت حمدان؟
نعم
لقد غادر سعدان وترك لك هذه البندقية
هل ترك كيس الرصاص؟
نعم وترك لك خمسين ألف ريال ويقول لك: لا تخطيء قلبه !!!
قبل غروب الشمس بدقائق دوت أربع رصاصات، وسقطت جثة على الشارع اختلط دمها ببقايا ماء المطر ولا أحد يعرف القاتل أو المقتول.
مدينة إب
٨ إبريل ٢٠٢٠