- زهير الطاهري
لأنَّ غيابَكِ لم يتعبِ
ولم يسترحْ مثلَ حدسِ النبي
ولم يَجْتَهِدْ خَلْفَهُ عَاشِقٌ
ليُمْسِكَ طَيْفَكِ كالْأرْنَبِ
تساءلتُ في لهفةٍ ذرعُها
ثمانونَ باعًا ولم أُسْهِبِ
إذا كُنْتِ نَهْرًا ،
فكيْفَ بهِ
غَرِقْتُ كثيراً ، ولمْ أَشْرَبِ ؟!!
وإنْ كُنتِ ضوءًا ،
فكيفَ إذنْ
أضعتُكِ يوماً مع المغربِ ؟!
وإنْ كنتِ فلسفةَ الإنتظارِ ،
فكيفَ يكونُ انتظاري غبي ؟!
أيا رشفةً من كؤوسِ الحياةِ
تمرُّ ببالِ الفتى المتعبِ
تشُدِّينَ سقفَ خيالي
كما بالذنوبِ
تُشدُّ سما المذنبِ
فتمشي على رسلِها الكائناتُ
وأمشي
وبي قلقُ الكوكبِ
أمرُّ على ذكرياتي
كأيِّ غريبٍ يمرُّ
بلا موكبِ
تضيقُ بي الذكرياتُ ،
كما باللغاتِ
يضيقُ فمُ الأجنبي
فكيفَ أسمِّي الغروبَ غروباً ،
إذا أنتِ منِّيَ لم تغربي ؟!!
وكيفَ يكونُ الصباحُ ،
إذا لم أكنْ في انتظارِكِ في “المَشْرِبِ” ؟!!
وكأسٌ من الشايِ
ما نفعُهُ
إذا نحنُ كالشايِ لم نُسْكبِ ؟!
لقاءُ الأحبةِ في ضمتينِ
غيومٌ من الشعرِ لم تكتبِ
- 26 – إبريل 2019 م