- كتب: أمين درهم
صاحب وملحن هذه الاغنية الشهيرة.. ضيفنا اليوم
لو ضاقت الدنيا ودرب الوصل مال
صبرك على بلواك مهما الصبر طال
لا بد ما تفرج … ويحلها الف حلال
لو أعز أحبابك تنكر لك وعاب
أصبر على ما بك وأرضى بالعذاب
لا بد ما تفرج … ويحلها الف حلال
يصادف يومنا هذا 4/16 /2020م الذكرى الـ 18 لرحيل الفنان الكبير محمد سعد عبدالله..واحتفل معكم اصدقائي اليوم بهذه المناسبة على شرف الفنان بن سعد الفنان الاثير على نفسي الذي عندما اسمع صوته تعود بي الذكريات الى الزمن الجميل.. بن سعد صوت عذب وصادق مليء بالشجن له جمهور كبير في اليمن والخليج.
ارجو قضاء وقت جميل مع هذا الفنان الرائع..شكراًُ مقدما لمتابعتكم.. ومازالت الذاكرة مليئة بالكثير.. تحياتي
الفنان محمد سعد عبدالله من مواليد 1938م في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، انتقل والده من منطقة ماوية محافظة تعز شمال اليمن سابقاً إلى لحج..وقد لايعرف الكثير ان والده سعد عبدالله صالح كان يُعرف بـ«المحلوي» لأنه كان يبيع حلاوة لحجية والتي كانت مشهورة يومها، انتقلت عائلة محمد سعد عبدالله الى الشيخ عثمان محافظة عدن وعمره 4 سنوات وتوفي والده وعمره سبع سنوات ثم توفيت والدته وعمره حوالي 12 سنة.
عاش عند خاله ودرس في مدرسة عفارة التبشيرية في الشيخ عثمان وأكمل الابتدائية والإعدادية والتي كانت يومها تساوي الثانوية.
بدأ مشواره الفني كعازف إيقاع مع كبار الفنانين مثل الفنان أنور احمد قاسم وهو من علمه العزف على العود وأخذ بيده كمطرب وأيضا مع المسلمي والجراش وغيرهم من سلاطين الطرب يومها وتشرب منهم كل ألوان الفن وأصبح يجيد كل الألوان الفنية اليمنية بجدارة، وعُرف الفنان محمد سعد عبدالله مطرباً له طابعه الخاص والمميز، وقد كانت اغنية «محلى السمر جنبك» من كلمات الاستاذ محمد عبده غانم هي الميلاد الحقيقي لموهبته الغنائية، أما اغنية «ردوا حبيبي وروحي» فقد كانت اول اغنية يغنيها من كلماته والحانه وأدائه وحققت نجاحاً كبيراً وسجلت باذاعة عدن يومها.
الفنان محمد سعد عبدالله غنى اكثر من 100 أغنية وتناول كل الالوان الغنائية وغنى في كل المناسبات ومعظم اغانيه من كلماته والحانه فقد كان يحب الجميع وكان له معجبون من الجنسين تفاعل معهم بقوة وكان له محبون من الخليج وعندما يظهر في اي برنامج تجد الاتصالات لاتنقطع من المعجبين والمعجبات بفنه الرائع وكلماته الدافئة الصادقة.
وقد كانت بداية معرفتي بالفنان بن سعد كانت بعد الثورة السبتمبرية 1962م عندما حضر من عدن إلى تعز وكنت حينها مسئولاً عن اللجنة الفنية، وصل الفنان محمد سعد عبدالله مع الفنان فاروق مهدي للمشاركة بتقديم اغاني وطنية بمناسبة قيام الثورة السبتمبرية، حيث اقيمت الاحتفالات آنذاك في ميدان الشهداء بتعز وبعد انتهاء الاحتفالات رتبت له السفر إلى صنعاء حيث ســـجل بعضاً من اغانية الوطنية والعاطفية لاذاعة صنعاء.
في عام 1966م التقيت به في بيروت حيث كان يسجل بعضاً من اغانيه الجميلة بالفرقة الموسيقية آنذاك وقد كان للفنانة اللبنانية هيام يونس نصيب من هذه الاغاني، اتفقت معه على تسجيل بعضاً من اغانيه عبر شركة «اهازيج واغاريد صنعاء» التي كنت المسؤول عن ادارتها في ذلك الوقت،عندما ظهرت اشرطة الكاسيت في اوائل السبعينات تراجع سوق الاسطوانات كثيراً وانتشر بشكل سريع شريط الكاسيت مع المسجلات المختلفة المقاسات، وتوقف نشاط بيع الاسطوانات آنذاك.
كان محمد سعد عبدالله مرهف الاحساس ذو مشاعر فياضة لاتقف عن حد فتجده يغني للوطن للثورة للحب للزراعة ويتجه إلى كل الالوان ليغنيها لايصعب عليه اي لون غنائي، ولم يكن يهتم بالمادة فقد كان رصيده هو محبة جمهوره الممتد من اليمن إلى الخليج وإسعاده وتقديم كل جديد له وكان يسافر إلى القاهرة وإلى بيروت لتسجيل اعماله الغنائية بمصاحبة الفرق الموسيقية المعروفة آنذاك، عندما تسمع الفنان محمد سعد عبدالله بمصاحبة الموسيقى تجده رائعاًمواكباً للفرقة الموسيقية فمن منا لم يسمع الاغنية الصنعانية بمصاحبة الفرقة الموسيقية «يقرب الله العافية والسلامة» وادى هذه الاغنية الصنعانية الكثير من المطربين في صنعاء الا ان الفنان محمد سعد عبدالله اداها بشكل مختلف عزفاً واداءً وكذلك الاغنية الحضرمية «بالغواني» كلمة الشاعر حداد بن حسن الكاف اجاد في ادائها كأنه من ابناء تريم اما الاغنية العدنية مثل «انا اقدر انساك» واغنيته الشهيرة «يوم الاحد في طريقي» التي غناها كثير من الفنانين العرب واغنية «كلمة ولو جبر خاطر» التي غناها كثيرمن الفنانين العرب وآخرهم الفنان السعودي عبادي الجوهر الذي لايكاد يمر اي حفل فني الا ويغني هذه الاغنية «كلمة ولو جبر خاطر» واغنية «صنعاء ياقبلتي كلما وجهت نحوك اصلي» واغنيته الوطنية الوحدوية الخالدة التي غناها من صميم قلبه كلمات ولحن وغناء وهي «وحدويون»..ولاننسى اغنية «انا ماطيف» و «ما به بديل» وهاتين الاغنيتين لهم قصة حب حقيقية وشاعرها الحقيقي بتول من محافظة ابين اسمه «تيسير عبدالله».
والكثير من اعماله الغنائية التي لن تنسى ابداً وكانت له جلسات خاصة بالعود قمة بالطرب والشجن الجميل.
تزوج 7 مرات.. كان له مقولة يكررها دوماً «الجمهور اعز من أي كنز في الدنيا»،استمرت علاقتي بهذا الفنان العملاق حتى وفاته في 4/16/ 2002م في مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن رحمه الله عليه.
ملاحظة: كثير من الناس يخلطون بين سعد عبدالله الصنعاني وسعد عبدالله صالح والد الفنان محمد سعد عبدالله فالأول جذوره تعود الى مدينة كوكبان بالمحويت وعاش في صنعاء وكان من المطربين المشهورين يومها، اما الفنان سعد عبدالله صالح فجذوره تعود الى منطقة ماوية بتعز الذي عاش في لحج وعمل في فرقة القمندان ككورس وبعدها تألق كمطرب.. ذاك الرعيل الاول كانوا فنانيين مخلصين لفنهم رغم الظروف القاسية التي كانوا يعيشونها لذلك خلدتهم اعمالهم الى اليوم لدى محبي الطرب اليمني الاصيل.