- عبدالرحمن بجاش
بعض الناس قصير النظر، وقصر النظر يزيده عنادا وتمسكا بما يقول ، وقوله غلط .. لأنه ببساطة يفهم الدنيا كما يريد ..
ذات خطاب قال الشهيد إبراهيم الحمدي : تجربة المجرب خطأ …………..
لكن قصير النظر يصر على أن لا حل إلا بهم.. ولذلك ظلوا يدورون بعضهم لسنوات طويلة من هنا إلى هنا لمجرد أن فلانا يتبع فلان وعلان من شلة زعطان …
كان الرئيس علي عبد الله صالح رحمه الله يشكو أحيانا من أنه لا يعرف معظم الوزراء المعينين ، لكنه كان يعرف نسبة كل زعامة في الوزراء …وذات مرة وقد ذهبت لازور صاحبي وقد أزيح من الوزارة ، يصادف أن الرئيس طلبه ليقول له بالحرف الواحد : والله ماهو أنا ، هو باجمال …
ظللت أكتب مرات كثيرة ومن يريد فليعود إلى أرشيف الثورة، كنت أقول دائما لابد من توافر قاعدة بيانات لكل موظفي الدولة …حتى إذا رأى الوزير أو رئيس الوزراء أو الرئيس أن يعين أحدا فيدري من يعين ، بعد أن يقدم له مكتبه أكثرمن اسم بناء على سيرهم المهنية وليس تبعيته لفلان أو علان …لم يحصل هذا أبدا …ليحدثني مرة موظف في مكتب رئاسة الجمهورية عن رسائل التزلف والترجي التي تتدفق قبل تشكيل أي وزارة ….
الفرد وليس الرؤية ظل وسيظل محور التغيير، لكنه التغيير بالملوثين والمجربين والجمعة الجمعة ….
يظن بعض قصيري النظر أن إحلال رئيس بدل الرئيس هو الحل لمشكلة هذه البلاد، ومشكلة البلاد تتلخص بما قاله النعمان الإبن: الجهل والتخلف …
هنا الأمر بحاجه إلى رؤى وإلى مشروع وإلى برامج …أما حكاية هاتوا فلان بدل علان، فسنظل في دائرة الجهل والتخلف إلى يوم القيامة.. وسيكون الأمر عبارة عن ” ذلك عمر البوري هنيت له ، اتركوا الثاني يعمر البوري ” ….و من غير بمزاجه- بتشديد الياء- أنفجر القدر في وجهه وذهب …!!
الصين تواجه الفقر بالعلم وليس باستحضار بشاعة الماضي ، وستعلن التخلص منه هذا العام ، وسيكون برغم كورونا….العالم يتطور بالرؤى الاستراتيجية ، ومن يعتقد أن مجرد تغيير اسم منشأة هنا أو هناك سينقلنا إلى آفاق المستقبل أو اعادة المناهج إلى زاوية الماضي لإعادة انتاج أدوات الصراع ، فعليه أن ينتظر معمر البوري القادم.. ويا صاحبي الذي شكى من أن تعيينات تتم بلا رؤية ، سأذكرك يوما أن التخبط سيظل هو الحاكم حتى ……
الجمعة الجمعة ، ومن الأن أقول أننا يوما سنجد أنفسنا في عنق زجاجة اخرى …والله المستعان
لله الأمر من قبل ومن بعد .