- حسين السهيلي *
مع تعاظم المخاطر الكارثية لوباء كورونا ، وتواصل حصاده للأرواح ، وعصفه باقتصاد العالم ، فإن التعاطي الإيجابي من قبل أطراف الحرب في اليمن مع دعوات الأمم المتحدة لوقف اطلاق النار وخفض التصعيد وحده لن يكفي ،و لن يبعد عن اليمن خطر الانتشار المحتمل لفيروس كورونا .
تحديات كبيرة تواجهها الدول القوية اقتصاديا في مواجهة الوباء، فكيف سيكون الحال في اليمن الذي دمرت الحرب بنيته التحتية، وانهار نظامه الصحي ، ويعيش سكانه أسوأ ازمة إنسانية منذ خمس سنوات .
أناشد كافة الأطراف وقف الحرب ، والاستفادة من عدم انتشار الفيروس في اليمن إلى الان ، وتوحيد الجهود واستنفار الطاقات لتنفيذ استجابة عاجلة لمواجهة الخطر المحتمل لتفشي الوباء ، على أن تتضمن الاستعدادات مايلي :
1ـ تشكيل لجنة وطنية مشتركة تضم حكومتي صنعاء وعدن وممثلين عن الصحة العالمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وخبراء في الصحة والاقتصاد مع التزام كافة السلطات باتباع الخطط والإجراءات التي تقرها اللجنة.
2ـ صرف مرتبات العاملين في القطاع الصحي وجميع الموظفين في القطاع العام والمتقاعدين خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة (انصارالله ) ، والزام القطاع الخاص بمنح موظفيه إجازات مدفوعة الأجر .
3ـ تجهيز المحاجر الصحية بكافة المعدات الطبية للتشخيص والعلاج وتزويد الأطباء والعاملين الصحيين بأدوات السلامة والوقاية وتوفير ميزانية تشغيلية للطواقم الطبية بشكل جاد ودون تقاعس.
4ـ تجهيز فرق الترصد الوبائي وتوفير الأجهزة الخاصة بفحص فيروس كورونا ، بالاستعانة بمنظمة الصحة العالمية وشركاء الاستجابة الإنسانية في اليمن .
5ـ الإسراع في توفير أجهزة التنفس الصناعي والعناية المركزة والأدوية والمستهلكات الطبية ولوازم المختبرات والمستلزمات الوقائية ومقومات مواجهة الوباء كافة.
6ـ إطلاق صندوق تضامني لمواجهة كورونا ، ودعم القطاع الصحي في اليمن . يتمتع بالحوكمة ، وتحشد له الموارد من الدول الصديقة والشفيقة ورجال المال والأعمال وكل المقتدرين في اليمن .
7ـ إطلاق حملة تعبئة وتوعية شاملة تأخذ في الاعتبار الواقع اليمني وترصد لها موارد كافية لتحقيق أهدافها.
8ـ توفير الأدوية مجانًا لمرضى الالتهابات الرئوية . ودعم بنكي الطعام والدواء لمساعدة الفئات الأشد ضعفاء تحت إشراف اللجنة الوطنية .
9ـ الإسراع في إجراءات الإفراج عن السجناء والمعتقلين وتبادل الأسرى .
10ـ فتح باب التطوع أمام الأطباء والممرضين ، وطلاب كليات الطب والمعاهد الصحية والنشطاء ، بالتنسيق والشراكة مع منظمات المجتمع المدني ، وتوفير الإمكانيات وأدوات السلامة للمتطوعين واخضاعهم للتدريب المتخصص بالمهام المطلوبة منهم قبل الشروع بتنفيذها.
11ـ طلب الدعم الدولي ومساعدة الدول الصديقة والشقيقة والتخاطب معها عبر اللجنة الوطنية واستقبال المساعدات والمعونات بشكل منظم .
12ـ تسهيل إجراءات الرقابة في إدخال البضائع كالدواء والغذاء، مع تعزيز الاحترازات الصحية في كافة المنافذ .
13ـ خفض أسعار المشتقات النفطية وفقا لمتغيرات انخفاض اسعارها عالميا ,وإعادة النظر في الرسوم الجمركية واعتماد تعرفة واحدة ، ووضع خطة متكاملة تضمن توفر مخزون السلع الغذائية والطبية الأساسية خلال الفترة الراهنة.
وفي الختام : فإن العالم يغرق في جائحة كورونا ، وبذلك اختفى الاهتمام الصغير الذي كانت تحصل عليه حرب اليمن . واذا استمر الاقتتال والتساهل والعشوائية فإن انتشار فيروس كورونا في اليمن سيكون مميتًا لملايين الناس الغير قادرين على الوصول إلى الغذاء والخدمات الصحية التي يحتاجون إليها من أجل البقاء… حفظ الله اليمن واليمنيين .
- رئيس مؤسسة تمدين شباب