- عبدالقادر صبري
1
لا شيءَ يولدُ في الفراغِ
سوى الفراغْ
هذا الذي
يُفضي إلى جوع الترابْ ..
ويجمّعُ الشهداء كي يحشو مدافعَهُ بهمْ ..
ويعلّقُ الأنهارَ من أقدامِها..
ليدوِّنَ التاريخَ في كعبِ الكتابْ
يُدْعى الوطنْ.
2
لا شيءَ يعرجُ للسَّماءِ
سوى تباريحٍ الجياعِ منَ الألمْ
تتكاثرُ الطرقاتُ في أصواتِهمْ
وتنامُ أرصفةُ المدائنِ في الجباهْ
يستنشقونَ روائح الخوفِ الموزَّعِ
في البيوتْ
يتبادلونَ الانتظارَ
لعابرٍ يُلقي بعقْبِ سجارة
تزهو بألوانِ العلمْ
يحيا العلمْ
وطنٌ ألمْ .
3
لا شيءَ يومضُ هاهنا
وحدي ..هنا
ذُعرُ الشفاهِ
يسومُني صوتَ الهباءِ
بلا ثمنْ
سيمرُّ من جسدي المكانْ
للّانهاية وُجْهتي
لسذاجةِ الحُلُمِ المغامرِ في دمي
فأنا الذي أسديُتُه صمتَ المياهِ
ولم أسال وطنٌ بباليَ أم كمينْ؟!
4
لا شيءَ يومضُ في الفضاءْ
غيرُ ارتطامِ كتيبتينْ
وتناثرِ الأحشاءِ
في عينِ الجبلْ
تعبَ الجبلْ
مَلَّ الوقوفَ على الحطامِ
يراقب المتحاربينَ
يودّ لو يحظى بكرسيِّ صغيرْ
يرتاحُ فيهْ
حتى تجف كهُوفهُ
وصخُورهُ الملقاةُ في حبلِ الغسيلْ
وتزولَ آثارُ الحروبْ.
5
ويَوَدُّ هذا البحرُ
لو يُلقي بما فوقَ السفينِ
و بالسُّفنْ
وبما ستجلبُهُ الجيوشُ من المؤَنْ
لينامَ منبطحًا يحدّقُ في السماءْ
يصغي إلى شمسِ الشتاءِ
وبالصخور يحكُّ ظهرَ الموجِ ساعاتٍ طوالْ
6
وتَوَدُّ صحراءُ المعاركِ
لو تسرِّحُ خيلَها
ونخيلَها
و جِمالَها
و رِمالَها
تَطْوي الخيامَ ببابِها
لتقودَ واحاتٍ صغارْ
في نزهةٍ بريةٍ
تَنْسى ميادينَ القتالْ
7
لكنّ شيئاً آخراً
سيظلُّ يحدث كلَّ يومْ
ليصونَ قانونَ الهباء
وطنَ الهباءْ
أرضَ المحال
شعباً تلَطَّخَ بالندمْ.
يحيا العلمْ
وطنٌ ألمْ .