- كتب: منصور الأصبحي
- تغطية خاصة
في إطار البحث عن مخرج آمن ضامن لوئام ومصالحة مجتمعية ونهوض تنموي في أرياف تعز التي تعيش ما تعيشه محافظة تعز المحاصرة منذ ستة أعوام، وضمن تفاعل فريق شباب الأصابح الرياضي التنموي بقيادة المايسترو جميل حامد المؤسس وهو مؤسس فعلي لهذا الحراك الرياضي المفتوح لتأسيس مشروع مصالحة مجتمعية وطنية بانبثاقة حيوية شبابيا ورياضيا وتوعويا مغايرا، وكمهرجان كرنفالي شعبي تحتفي به عزلة الأصابح كحاضنة تنوير بمديرية الشمايتين محافظة تعز.
يهدف هذا الحراك الشبابي الرياضي كأولوية رياضية توعوية تصالحية لتغيير خارطة ديموغرافيا أخرقتها الحرب التي عصفت باليمن منذ العام2015م وألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة اليمنية لا سيما في محافظة تعز والتي تزداد معاناتها بسبب هذه الحرب بصورة يومية وبرزت في الآونة الأخيرة كحمى تحريضية إعلامية حشرت مدينة تعز وريفها الجنوبي الواقع ضمن “قضاء الحجرية” وتحديدا بمديرية الشمايتين كونها الخزان البشري في اليمن وكذا الحاضنة التكنوقراطية، والتي تدار فيها حاليا أزمة خطاب إعلامي “تبايني” لا تحتاجه هذه المديرية التنويرية إضافة لأنها مليئة بأكثر من 25ج ألف نازح بين مرئي وغير مرئي، لتتضاعف معاناة هذه المديرية مع خشونة الخطاب التحريضي الناتج عن تراجيديا حرب مجنونة..
ووسط كل ذلك بادرت عزلة الأصابح “الجرين” كتلبية لواجب التهدئة واستنزاف كل حالات الاحتقان ولكسر العادة الاجتماعية المتوترة للخطاب الإعلامي التحريضي اللا مسئول تأتي الأصابح متصدرة المشهد التصالحي كموقف أخلاقي ووطني واجتماعي وشبابي ورياضي فاستطاعت بنخبتها الشبابية وقيادتها المجتمعية إحداث فرق نوعي في ذات الإطار الرياضي والتوعوي للتغلب على همجية الحرب وأوزارها التحريضية العبثية والتي طالت كل مناطق اليمن.
تفاعل مجتمع الأصابح بكل فئاته العمرية ومكوناته الشبابية مع هذا المشروع الرياضي ومترجما تدافعه الجاد لملعب “وادي الجرين” الترابي الذي يحلم باسم أبناء الأصابح وفريقها الرياضي الواعد والمنافس أن يجد من يهتم لإعادة تاهيله وصيانته ضمن المنشآت البنيوية لشباب الأصابح الرياضي كالمبنى والصالة الرياضية وحافلة ومستلزمات فنية وصحية وأخرى كترتيب استيعاب هؤلاء الناشئين من ضمن الخارطة الرياضية الرسمية التابعة لمكتب الشباب والرياضة في محافظة تعز كما يطمح شباب الأصابح الرياضي من حولوا ذلك الملعب الرياضي إلى أرضية مشتركة يلتقي فيها الجميع كمهوى لعاشقي السلام والرياضة في آن، وكنتاج لتفاعل رياضي اجتماعي له ما بعده.
إلى ذات الملعب تقاطر الجميع كبارا وصغارا ليشهدوا ألق الفرق الشبابية وهي تنقش كل أحرف مشروعهم الرياضي التصالحي على حجر صوان الوقت الذي لم يفقد بين الركامات الحرب، مثلهم يرصد المتابعون كل أطوار النمو لزهرة السلام في مديرية الشمايتين ومحافظة تعز بشكل عام، فالحضور كاستفتاء شعبي منح مشروع شباب الأصابح ومجتمعها كل الصلاحية التحولية لأفضل حالات المنطقة، كما منحه الثقة ليقود سفينة المجتمع إلى ضفاف الوئام بطريقته الاحترافية والملآى بعبقرية لإبداع شبابي ورياضي وتوعوي، كتحفيز جاذب لتطور الأداء المهاري بدنيا وكرويا لتطوير فكرة للتعايش المجتمعي وكجزئية من تقنية إنقاذ المجتمع من التمزق بل إنقاذ الشباب من الإصابة بفيروس الضرورة المهدورة مثل التفكير والصحة والتنمية البدنية والتعليم ونتاجات الإبداع ورسم حركة المستقبل وفق رؤية هؤلاء الشباب من ملاعب كرة القدم كظاهرة تغيير عبقرية استفردت بها نخبة الأصابح الشبابية الراقية.
صفارة أمل البداية :
جاءت الفكرة لتأسيس حراك رياضي بالأصابح ضمن رغبة شبابية اجتماعية جامحة نتيجة للانجراف الملحوظ لشباب المنطقة في أتون صراعات مسلحة وحالات تائهة ربما أفقدت الكثيرين القدرة اللازمة على السيطرة بأوقاتهم الخصبة بالإنجاز وأولوياتهم للتأهيل الضروري والتحصيل التعليمي أو الاستقرار النفسي، حيث قذفت بهم صراعات وتباينات الواقع الحالي إلى المشهد الخشن، بالتالي راح منهم ضحايا لصراعات أغلبها مؤسفة، منها استنزافهم في جبهات خارج الحدود كجبهات البقع من استقطبت الكثيرين منهم، ناهيك عن كل نتائحها الكارثية على مستقبل هذه الشريحة الشبابية الفاعلة والتي فقدت أفضل رموزها الأنموذجية للأسف، وهذا ما جعلنا نستشعر أهمية تأسيس حراك رباضي لتأهيل الشباب رياضيا وتوعويا، ابتداء بعزلة الأصابح كدعوة لكل مجتمع هذه المنطقة التنويرية لتفعيل دور الشباب ودعوة أيضا لحمايتهم من التجريف التراكمي باستهدافهم لإقحامهم بالصراعات المسلحة والتباينات المفروغ منها، فكانت المفاجأة من المجتمع الخاضن من أبدى تفاعله وتفاؤله وحماسه منقطع النظير حيث أعلن المجتمع الاستعداد لصياغة وثيقة شرف لمصالحة مجتمعية شاملة تضامنا وتزامنا مع الحراك الشبابي الأصابحي الرياضي والذي أكسب مشروعنا الرياضي زخما عاليا وسمعة جدا خلاقة وصداءات تصالحية مجتمعية وطنية منقطعة النظير كان رجع صداها ملموسا في أغلب العزل والمناطق المجاورة لمنطقة الأصابح تهيئة لتعميم فكرة شبابنا العملاقة بكل المديرية من تنتظر هذا المشروع التصالحي بفارغ الصبر.
ومن حيث المضمون دشن فريق شباب الأصابح فعله الرياضي باستيعاب حوالي ثلاثين لاعبا رياضيا من فئة الشباب من مدارس وقرى عزلة الأصابح ضمن المرحلة الأولى والتي شهدت لقاءات رياضية للفرق الرياضية من أغلب قرى العزلة، ومن خلاله تم فرز ابرز اللاعبين لاختيار فريق أنموذجي منافس ليمثل الأصابح هذا تم إنجازه بفترة وجيزة لتبدأ للمرحلة التالية بتنسيق لقاءات رياضية مع فرق مماثلة في مناطق وعزل محيطة كعزلتي الربيصة والاكاحلة وجبل صبران وشرجب والمذاحج والعزاعز وأخرى ربما تجاوزت محافظة تعز إلى مديربات بمحافظة لحج، كمديرية المقاطرة من شاركت فيها الأكاحلة كإحدى أكبر عزل المديرية بفريقها الشبابي الذي خاض مع فريق شباب الأصابح مباراة ربما سيذكرها التاريخ، ولأن أبعادها نفسيا واجتماعيا تجاوزت بها كمباراة رياضية إلى ظاهرة وئام اجتماعي هي التي يستشعرها قطعا جميع المشاركين المتنافسين إلى درجة أن اللقاءات الرياضية حتى اللحظة يحتفى بها باعتبارها ودية لتجسيد الوئام ولتجسير ثقة الجميع -بما فيهم الشباب أولا والرياضيين تحديدا- ببعضهم وبمشروعهم وبحراكهم الرياضي الواعد.
بالمقابل تم إشراك أندية من الدرجة الثالثة كنادي الوحدة الرياضي في مدينة التربة كذا نادي التعاون في الأصابح “حيب” لتدريب فريق شباب الأصابح، أو للتحكيم ولنقل الخبرة رياضيا واستخلاص التجربة ميدانيا، والاحتكاك بالأندية الرياضية الكبار كهدف ضمني بل الأساس الذي أنجز من خلاله فريق شباب الأصابح لياقة بدنية وأداء احترافيا لم يكن يتوقعه أكثر المتابعين لتفاعل ولتطور هذا الحراك الحيوي الرياضي، إلا أن شباب الأصابح يعتقدونه بكل ثقة، وهو ما قدم هؤلاء الناشئين كعمالقة بالفطرة.
تقام الفعاليات بلقاءت كروية شبه يومية مع عدد من الأندية والفرق الرياضية من الأصابح أو غيرها، لكن التدريبات لهذا الفريق الناشئ يوميا منذ حوالي شهرين على ملعب شباب الأصابح في “وادي الجرين” لغرض تأهيل اللياقة البدنية بصورة ملحوظة برزت من خلال لقاءاته كرويا داخل وخارح عزلة الأصابح التي تجاوزت خمسة عشر لقاءا كرويا خلال شهرين من تأسيسه، أغلبها خارج الأصابح في إطار مديرية الشمايتين لتوسيع الألق الرياضي الودي أو التنافسي ضمن ذات المشروع للتهدئة إعلاميا تمهيدا لتصالح اجتماعي جاد ولتوحيد الموقف الوطني انطلاقا من مهارات شباب الأصابح الرياضية وأفكارهم العبقرية الناضجة، ومن حالة الوئام المجتمعي السائد سواء في الأصابح أو العزل التي شاركت في حراكها الفعلي الرياضي التصالحي الحالي كهدف ليعم كل مديرية الشمايتين، بل ومحافظة تعز بشكل عام، ومختلف مديريات ومحافظات اليمن المحررة كهدف أعم.
فبقدر ثقل المهمة الرياضية التوعوية المجتمعية النوعية التي تأسست كحراك شبابي أصابحي إلا أنها أفرزت بكل ثقالاتها جوا تفاعليا تفاؤليا كمزاج عام تشهده بل وتعيشه كل مناطق وقرى عزلة الأصابح إلى مناطق وعزل مجاورة حذت حذوها في ذات الأمر كعزلة الربيصة التي ألقت بخيرة شبابها إلى ملعب الحراك الرياضي في الأصابح كدعوة خلاقة لبقية عزل مديرية الشمايتين لتعزيز أهداف هذا المشروع الرياضي التصالحي النوعي كأهداف نبيلة من يبحث عنها قطعا وطننا اليمني الكبير الباحث هو الأخير عن نخبته الشبابية لتنتصر له في ميادين تواؤمها المجتمعية، وفي ممارسة الرياضة البناءة لوحدتها الشعورية لأجله مثلما انتصارها له أيضا في ميادين الشرف والبطولة، ومثلها انتصارها بميادين التأهيل والتعليم والتنمية، وفي ميادين بنيوية أو أخرى لا حصر لها، لكنها تضع البصمة الخلاقة في جدارية اليمن الغني بأبنائه بل وأغنى بشبابه حاملي رايته خفاقة في سماء المجد.
وسيبقى نبض قلبي يمنيا.