- عبد الرحمن بجاش
قلت يا حمزه : أنا مخنوق ، لا أدري ، هل أعزيكم أو أعزي نفسي ..مخنوق بصدق ..
رسالة كتبتها إلى حمزه الكمالي …
يا فؤاد عبد القادر، رجاء أنت تسكن بجانب الدكتور الكمالي ، احجز لي عنده ، عانيت أيامها من طول الجلوس على الكرسي ” احتكاك الفقرتين الأخيرتين للعمود الفقري …
ذهبت ، أتى دوري ، دخلت ، وإذا بالرجل يقوم مصافحا ومرحبا ، وبدأ يكلمني كأنني أحد معارفه ، قلت : الناس خارج الغرفة ينتظرون ، رد بسرعة : ولايهمك لن أخرج إلا بعد ما أشوفهم كلهم ، خليني ءدخن حبة سيجارة، وأهدأ ، ظللت أمسح وجهه ، للأمانة ، كان ودودا ، دمثا ، لم تفارقه الابتسامة …وأنيقا في ملبسه …
كتب روشتة الدواء: أمرك بيدك ، وزودني بقائمة تمارين ، وطلب مني ألا أنقطع عن التواصل …من لحظتها ضمني إلى قائمة الأصدقاء الحميمين ، وأنا من النوع الذي أرتاح لهذا من أول لقاء ، أو تعاف نفسي من أول لقاء …
نتواصل تليفونيا : متى نلتقي ؟ نتواعد على أول فرصة ، هو يندمج في عمله بحثا عن اللقمة الشريفة ، وانا يقيمني الأخرين فيم إذا كنت بذلت الجهد في عملي أو لا..
ألتقيته ذات جمعه عند د. رشاد العليمي ، يمسك على بطني : أين كرشك ؟ ماذا فعلت !! قلت أسبح يوميا ، ضحك : إذا أضمن لك خمسين سنه قادمة أن لا يعاودك العمود .. وبالتمارين والسباحة تخلصت من ” التنميل ” الذي أجتاح ساقي الأيسر، وذلك الوخز في باطن أصبع الرجل الكبرى …
أتصل به : هنا شاب من أسرة فقيرة، ولديه مشكلة في المخ ، أذهب به ، يقرر اجراء عملية ،ويقرر ألا يتقاضى ماهو له …تنجح العملية …
أذهب بنجلي حسام وقد تعرض لعارض صحي ، عالجه ، فإذا تأخر عن الدخول ، تنقذني الأخت الكريمة زوجته ،المرأة الاستثنائية، أتصل بها ، لا تكذب خبرا ، يتصل بي ، يدخل حسام ، وأي صديق أو زميل …
إذا كان وراء كل مبدع إمرأة ، فذلك الرجل د.أمين الكمالي بجانبه زوجته وقفت كإمرأة هي مجموعة من القيم الجميلة ، أشد على يديها كأخت كريمة ،أدري أنها تمر بأقسى لحظة في حياتها ، وأنا انسان أؤمن بالقدر ، لكنني أحس بالألم يجتاح مساحة عاطفتي من الطرف إلى الطرف …
إذا كان لي أن اقول شيئا ، فسيرة د.الكمالي الشخصية والمهنية لابد وأن تكتب ، فمن الظلم أن يذهب مهنيا بتلك القدرة وينسى حسب المعتاد…
لابد لابد ،وهنا الخطاب موجه إلى أولاده الأكارم : سيرة د. أمين أمانة في أعناقكم لابد أن يقرأها الناس ، في المقدمة شباب الأطباء الواعدين ، وكذا عموم الناس …النداء موجه أيضا إلى أحبته وهم كثر…
إن السيل الذي تدفق إلى حيث ووري الثرى ،وإلى قاعة العزاء يقول أي رجل كان ، وأي طبيب كفؤ ومقتدر خسرنا …
لله الأمر من قبل ومن بعد .