- عبدالرحمن بجاش *
محمد هزاع من شمير، تربى في بريطانيا ، وتولى هنا المكتب الفني لمؤسسة المياه ، تعب ذلك الرجل في إعداد التقارير والتصورات ، تعب لأن لا أحد يقرأ ، طلبت منه ذات مرة بعض تقاريره ، فرحب ، وأرسل لي ماطلبت ورسالة تقول : إلى عدو الذين لايقرأون وإذا قرأوا لايفهمون ، وإذا فهموا فبالمقلوب ….هنا لكي يتساوق الأمر مع ما أنا بصدده ، فأضيف : ولايناقشون …ولا يحاورون …
صدرت كتب لكمال الصليبي، وفاضل الربيعي ، وفرج الله صالح ديب ، واكتشفت مومياءات شبام الغراس ..وعلى الأهمية القصوى لما كتبوا ولما تم اكتشافه من العود حتى بني سرور ، فلم يناقشهم أحدا ، ولم يعترض أحدا ، ولم يوافق أحدا …وأنا ذهبت إلى مركز الدراسات فلقيت من لقيت، قلت له : أفيدني وغيري حول ماكتبه فاضل الربيعي ، أو سنعتبر ماقال صحيحا، صاح : هذا مجنون، وذهب ، وأنا أعلم أنه أحد اثنين وافقا على مادة الكتاب عندما عرضت عليهما في السوربون بباريس…
الربيعي في كتابه الأخير” القدس ليست اورشليم ” أشار الى قدس أو قدش أو قادش ، أشار الى ” جبل قدس ” ويقصد جبل مطران ، أشار الى ” ذى أو ذي البرع” وإلى وادي الحريبه …ردود الفعل أن الآخرين يباركون لك لاتدري على ماذا …
مما قرأناه ، فكانت المسألة مسألة وقت حتى يكتشف شيئ ما يشد الإنظار إلى منطقة تمتد بين كدرة ذبحان وكدرة قدس وهناك لقاء بثته قناة الشباب تؤكد المؤكد وهو أن المنطقه لها تاريخ وأي تاريخ …هنا لابد من مسح المساحة الممتدة من صبر حتى الكدرة ….
” اللقى الاثرية” التي تم الحصول عليها بالصدفة تشير بالسؤال عن سبب بقاء تلك الأمريكية في الهاوية السحيقة لنقيل الجواجب المطل على المصلى ، لقد خيمت هناك خمسة أشهر تقريبا ، لم تلفت انتباه أحد !! ، ما الذي كانت تفعله في قرية ” حيم ” أو حميم التي أندثرت ولا نعلم نحن عنها شيئا !!!..
الشواهد كثيرة في المنطقة ، ففي رأس نقيل الجواجب لو أمعنت النظر إلى مابين أرجلك فسترى محفورا أشكال مستطيلة ومربعة تشبه موائد الطعام …ويقول من وصل إلى كهوف صعب الوصول اليها أن ثمة كتابة على الجدران ورؤوس حيوانات مرسومهكة ، وفي” الظهيرة ” بضم الظاد- عندما كان الناس يحرثون أراضيهم فيكتشفون جثث لأناس كانوا طوال القامة على غير المعتاد …فلا ينتبه أحدا ، لأن المنطقة كلها لم تدخل ضمن أي نشاط سنوي لحفريات الآثار، والمختصين من أبناء المنطقة يستحون ” لاعاد يقولوا ” …
عندما تتوجه إلى مستشفى المنطقة الريفي في الموكب حيث هبطت طائرة ” جون استيوارت ” العام 64 ثمة بقايا منازل ، يشار إليها على أنها أثرية على إستحياء …هنا وفي هذه اللحظة- وانا لست من أنصار نظرية المؤامرة – لكن السؤال فرضته اللحظة : هل كان إهتمام ذلك الامريكي بالكدرة تحديدا وكدرة ذبحان بالصدفة؟ وعندما أستعيد المشهد في ذهني أسأل أيضا : كان مع الرجل وفي النقطة الرابعة بتعز صور مبهرة من الأقمار الاصطناعيه لمنطقة قدس !!، ولولا أن المظاهرات أحرقت مقر النقطه بعد أن اكتشفت مؤامرة لإغتيال السلال ، فغادر استيوارت وحرقت الصور، لا أدري ما الذي كان سيحصل …أربط اهتمام الرجل بزيارة كارتر لبيت بوس ؟؟؟!!..أو أسباب اخرى !!!!!
نحن لانقرأ ، ولذلك نفاجأ دائما ، فنظل ننفعل في فوره مؤقته وننسى …أخشى أن يموت الموضوع برمته لان لادولة موجودة ، هل يمكن لجامعة عدن مثلا أن تهتم بما ظهر في الكدرة بعد أن ينفض السامر؟؟؟؟؟
الشواهد كما قلت في المنطقة عديدة ، فهناك من يربط
علاقة الاقدوس ” بالأدمم” مرتبط بطقوس للفراعنة الذي يتحدث عنهم جبل مطران
وكذلك اليهود ..الذي تكشف عوامل التعرية قبورهم قريبا من مقبرة المسلمين في الكدره وتتجه برؤوسها الى جهة ما …وعندما كنا صغارا أتذكر أن قريتنا
تحدثت عما لقيه العم قاسم اسماعيل رحمه الله ،إذ عرض على الكبار في المسجد
وشاهدت معهم مايشبه الدرع الدائري وعليه ثمة رسم وكان من معدن أتذكر ذلك
جيدا ….
كتبت أكثر من مرة عن متاحف محلية إليه تذهب كل مايتعلق بحياة
الانسان من اضاءة وأدوات زراعة وأزياء وأدوات تجميل ، تكون تلك المتاحف
التي في ذهني بمساجد المنطقة – قدس كلها مثلا – ، وطالبت السلطة المحلية
التي كانت ولا تزال أذن من طين وأخرى من عجين ، وما أخشاه واللحظة غير
مناسبة أن يسيس الأمر كله كما تسيس وتطبع بطابع الحزبية كل أمور حياتنا ….
في عمقان كما أخبرني د. عبد الرحمن الزبيري أن ثمة شواهد كثيرة على تاريخية المنطقه تندثر كل يوم لغياب الاهتمام ، والغريب أن الحجرية كلها لم تدخل ضمن أي مسوح أثرية !!!..ولذلك يخيل إليك أنها بلا تاريخ ، قلت ذلك مرة للقاضي إسماعيل الأكوع ، فقال : بسبب الدويلات المتعاقبة كانت كل دويلة تغير أسماء المحال ، أنا في ” هجر العلم” سأعيدها إلى سيرتها الأولى وسترى أن المنطقه لها تاريخ ، توفي قبل أن يستكمل مابدأه….
هذه ” اللقى ” التي تم الحصول عليها بالصدفة لا أدري لمن أوجه السؤال أقصد جهة رسمية ، أين ستذهب ؟ ماذا سيحصل لاحقا؟ خاصة والبلاد متشظية …
على أن نقاشا يفترض أن يتم ذات يوم يجيب عن أسئلة من وحي كتب من أشرت لهم وغيرهم …ثم أين ستكون مصر مما كشفته أعمال الحفر الشخصية , هل ستنفعل كما هي العادة؟؟؟؟ ثم أن المطلوب من الجهة التي تسلمت ” اللقى” أن تنشر على الملأ ماتوصلت اليه …..أفترض هيئة الأثار….
- من صفحته على الفيس بوك