- عبدالرحمن الغابري
نعود إلى إمرأة الإنقاذ
( عتيقة )
عتيقة هي رمز ( قاع جهران )
في( رصابة ) تحديدا تملك من الاقدام والشجاعة والمرؤءة ما يفتقده أكثر الرجال الوجهاء
عام 1982 م
حين حدثت كارثة الزلزال في محافظة ذمار وحدث التدمير الكلي لقرية رصابة كانت عتيقة في ضواحي القرية على الطريق العام تملك مطعماً وتديره هي .. كانت قبل ان ياتي منقذوا الضحا يا من المحليين والاجانب هي في الميدان مع طاقم المطعم وجيرانه ، هي المنقذ حيث أنقذت العديد ممن كانوا تحت أنقاض المنازل .
شاهدت ذلك بعيني فقد كنت وبعد حدوث الزلزال أول المغادرين صنعاء إلى محافظة ذمار محافظتي .
توجهت فورا الى قرية رصابة فوجدت عتيقة مع طاقمها حوالي الساعة الثالثة عصرا ثم توجهت مع بعض الزملا ء لا اتذكر منهم سوى الصديق احمد العنابي توجهنا الى ضوران أنس
وشاهدنا المأساة
ثم إلى مديرية الحداء وهناك أيضا مأساة .
كل تلك المشاهد ماثلة أمامي الى اللحظة .. نساء كن يطبخن الساعة ١٢ دفن في الانقاض أطفال المدارس المصلين في الجوامع لم يتم انتشالهم إلا في اليوم التالي ١٤ ديسمبر ١٩٨٢.
في كل تلك التغطية ارتسم الحزن حتى على عين الكاميرا ..كانت تفر من يدي وتضع عينها على عيني
وتقول هنا يجب ان تُري العالم جحم المأساة انت الوحيد هنا وانا فقط فنعمل .
بعد غد الجمعة هو ١٣ ديسمبر ذكرى يوم وقوع الكارثة .
لا أريد أن أنشر صورا للضحايا فقد بكيت بما فيه الكفاية على الاطفال والنساء ولا أريد أن أبكيكم
.
فقط أود التذكير بهذه المرءة البطلة ذات التاريخ العريق في خدمة الناس المسافرين وغير المسافرين ..
انقاذ ضحايا الحوادث المرورية المتكررة في تلك الطريق ذات الانزلاقات الخطرة ..
لروح عتيقة إمرأة الدفاع المدني الأولى والأقدم والأنزه ، السلام والرضوان .
- الصور مطلع ثمانينات القرن الماضي Negative