- عبدالحكيم الفقيه
حدثت مراجعات فكرية وتنظيمية لاتحاد كواكب النجمة الحمراء ومنظومتها المؤتلفة معها فقد مل الناس من الرتابة والروتين اليومي المستنسخ والجفاف الفكري الثوري وفي انتخابات الحزب الحاكم صعد كائن مغامر وفتح الديمقراطية دون ضوابط معتقدا أن الغلاسنوست ستجدد حيوية المنظومة متناسيا الصراع الكواكبي القومي وتذويب الخصوصيات التي لم تذب والبروبوجندا المكثفة الصادرة من مجرات الخصوم فكانت مغامرته ناجحة في البدء فتلقفها جمهور كبير من عامة الشعوب لكنها اوصلت الى هاوية سحيقة فطفت نعرات قومية شوفينية ابتداء من الزي واللهجة وانتهاءا بنسبة المشاركة في الحكومة والدولة وبقية مكونات الدولة الكونية الطامحة لانشاء كينونة كونية حيث يسود العدل والحب والجمال ولكن للأسف بالحديد والنار.
بدأ تسريب شائعات لكنها مدروسة بعناية من أجل خلق التململ والارباك. عدنا من المجرة المتحدة الى المجرة العتيقة بعد التفكك وشاهدت الكتب التي كانت في المكتبات تم اضرام النيران فيها وهوت التماثيل وسقطت انظمة المجرة الفولاذية وتم فك الارتباط وعدنا لمجرة النجمة فحدث الانهيار لكن فارس الكون كان قد اتجه خارج المجرة لتعلم العلوم الجديدة فاتجهت لكوكب الجن بصحبة اليد وسراج الكون والتقينا بعقربة وسيف الكون. وكان الأولاد متحابين ويتجادلون وفي عز الحيوية والشباب ،مكثنا نتابع أخبار النجمة الحمراء والانهيار الكبير وانقطع تواصلنا بسراج الكون.في مجرة الجن كانت تتلاطم الأفكار والأيدلوجيات وكانوا جادين وسريعين وكل مصانعهم مخفية وقياداتهم مختفية لا يراها الكائنات الأخرى الا اذا طلب منهم التجسد بهيئة الكائن وكانوا على دراية تامة بكافة العلوم ويعرفون التوقعات. كان سيف الكون يتشرب العلوم والفنون ولديه مشروع التكامل الآدمي والجني في خلق تصور موحد بادارة الكون وحمايته من الاقتتال والأسلحة والكوارث
الذي لاحظته في مجرة الجن أنهم يسمون المجنون مؤنسن
في جلسة رومنسية مع عقربة وكان المساء مطرزا بالنجموم وهبوب نسيم عليل وضوء خافت في الشرفة كانت عقربة تبدو في أحلى زينتها عقد من الكهرمانات المتلألئة يلتف حول عنقها ناصع البياض كالشمع وفستانها وردي ناعم الملمس وحاجباها متقوسان بمسحة جمالية ورموشها منسقات بعناية وفتنة في بوابة عينيها الساحرتين ويداها مخمليتا الملمس ومن بين شفتيها تخرج الكلمات مزركشة كالفراشات وفي خديها قرنفلتان محمرتان وكان المساء طويلا لكنه يعبر سريعا وهي تجاذبني أطراف شتى للحديث أما اليد فكانت منهمكة بترجمة احد الكتب العسكرية ومشغولة بمستقبل فارس الكون
غنت عقربة قصائد من تاليف الشعراء الجن وكانت الألحان ساحرة وعزفها على العود يمنح طبلة الأذنين تذوقا مريحا
ودوت فجأة صافرة فاتجهنا جميعا نحو التلفاز.
غدا نواصل?