وجه الأديب والناشط الحقوقي اليمني فارس العليي رسالة شديدة اللهجة إلى جماعة الحوثي بصنعاء .. شكى فيها ممارسات جماعة الحوثي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها واختطاف الشباب وطلاب المدارس وتحشيدهم بزوامل ومحاضرات إلى الجبهات في مهزلة حقيرة بدماء اليمنيين كما وصفها .
وقال فارس في رسالته التي نشرها على صفحته بالفيس بوك : “أخذ الحوثيين أولادنا من الجامعات والمدارس، بل سرقوهم من صباهم وشبابهم بزوامل ومحاضرات وحكم ثيوقراطي لا يحترم علاقة الأباء والأمهات بالأبناء، يختطفوهم دون حتى أن ندري أين هم ومع من، لا احترام حتى للعلاقة الأسرية بيننا وبين أبنائنا، وليس ثمة مشروع وطني نوافق فيه على دم أبنائنا وأخوتنا، بعبث هزيل يستحق البصق عليه، لا يقدمون على الأقل الطمئنينية لذويهم، يحملوهم في شاصاتهم ويدوسون على أي اعتبارات أسرية”.
وأضاف موضحا معاناة الأسر:” مهزلة حقيرة بدماء اليمنيين.. لا يحترمون دمعة أم أو أخ أو أخت أو ذوي أو صديق، فقط هكذا يأخذونهم يتأمرون علينا مع أبناء مراهقين لم يكملوا ثانويتهم أو جامعاتهم التي يسرقوننا من خلالها ويوهموهم بشهادات اعظم ..
ومستعدين حتى يدعسوا على رقابنا دون أي خجل”.
وأوضح العليي :”أخذوا ابن أخي الكبير الذي لم يعرف أباه، وأخذوا ابن أختي وقد أخذوا المزيد من قراة عيوننا دون حتى استئذان أو لباقة أو برستيج، كأنهم صنعوهم من مسيرتهم القرآنية و يرجعوهم لنا – إن عادوا – قرشيين يستكملون معنا معاركهم الخاصة ضد أي معنى أو انتماء للحسب والنسب ضد كل أصول مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا اليمنية”.
وأشار في رسالته الموجعة: “لا أستطيع نسيان بكاء اختي ولا زوجة أخي أو أمي المكلومة بغصة بالغة.. ولا حتى رجواهن وهن يطلبن مني التدخل وسط عجز عن أي اتصال لسماع أصواتهم، مجرد مكالمة للإطمئنان بأن أبنائهن بخير، لا يحترمونك ولا يقدرونك ويتصنتون على مكالماتك ومستعدين أن يدمروا كل حياتك دون أدنى احترام أو معنى وطني أو انساني”.
وأختتم متسائلا :”ما هذه الوحشية التي جلبناها على هذا البلد، أسمع الآن صوت الخفة للكثير من الحوثة الذين تقلدوا مناصب بدماء أبنائهم وأقاربهم وكأنهم يقدمون بهائم وليس فلاذات أكبادهم ويحتفلون بحيوانية لموتهم في براري وأعالي الجبال بينما يقيمون في الملذات ولا يسمحون لأي واحد منا المضي بحياته سالما، بل ويرسلون ويقفون أمامنا كأننا مجرد دمى يحركونها آنا شاؤوا، ما هذا الاعتلال الوسخ والمقيت الذي لا يسمح لقلب أم الاطمئنان على وليدها!”.
يذكر أن جماعة الحوثي المسلحة كثفت من عملياتها في تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، في انتهاك للقانون الدولي منذ استيلائها على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014.. وتشير التقارير أن جماعة الحوثي قامت خلال العام الماضي فقط بتجنيد 4600 طفل ، ضمن تصعيدها الأخير في مختلف جبهات القتال، دون أي اكتراث بالمصير الذي ينتظرهم وبمعاناة أسرهم.