- عبدالحكيم الفقيه
كوكب الدلافين كوكب جميل ومبهج هواؤه نقي وترابه تبر وأشجاره مثمرة وجباله ترتدي سندس الجمال والخضرة والورود الملونة. وماؤه عذب سلسبيل وزلال . وفيه ثروات صناعية ويسيل فيه الذهب والفضه في جداول رقراقة. الدلافين البرية على خصومة مع دلافين البحار وفي بحارهم حوريات عديدة تأمرها النجمة الحمراء فتطيع
مكثت فصلا كاملا أتتلمذ على يد الدلافين كانت دلافين معهد الهوية والمواطنة عبقرية جدا وتقرأ الافكاروتتوقع الطقس لشهور وكان معهد المواطنة يصدر جريدة مشهورة وترسل لقراء خارج الكوكب. كنت أتسلى من ارهاق الدراسة بالذهاب للملعب او دور السينما او المتحف او التأمل على شاطيء البحر.
حينما مكثت طويلا أتأمل في البحر صعدت حورية وجلست جواري. وجهها جمال متقن وشفتاها من العقيق وفي خدودها ورد محمر وفستانها مطرز بالذهب والفضه وعنقها أبيض وطويل وجسمها فاتن. كانت تمنح الريح جديلتها وتجلس جواري وتربت على كتفي وكنت أصغي لها وهي تروي صراع الدلافين البرية مع دلافين البحر وكانت تحلم أن تتوحد الدلافين برا وبحرا وكل طرف يبث رسائلا للطرف الاخر وقالت الحورية الحركة الطلابية قوية في البحر والبر وهي تحلم بوحدة الدلافين. مكثنا نمشي على الساحل ويدي على خصرها ويدها على كتفي وقالت لي اسبوع واحد يفصلك عن نيل المواطنة وستصبح سعيدا في مجرة العدالة والمساواة والنجمة الحمراء العملاقة.
في ذلك المساء عادت الحورية لبحرها وعدت لسكني وجهزت الواجبات وشاهدت التلفاز وأصغيت لأنباء المجرة. كان لا يزال تفكيري متعلقا باليد وبعقربة الجنية. ودق باب الغرفة الحارس وقال لي غدا لا تذهب المعهد. فالدلافين البحرية تهاجم الكوكب وتجنبا للقصف لا تذهب. شاهدت في الاخبار شراسة الحرب وحجم القذائف وأعلن الشباب التطوع لصد دلافين البحر وعندما قلت لهم ضموني متطوعا قالوا لم تنل المواطنة بعد. عندما انتصرت دلافين البر شاركت معهم في الاحتفالات حيث رقصنا وغنينا واتجهنا الحوانيت نحتسي نبيذ الكوكب المعتق. في صباح البوم التالي دشنوا الدراسة وقالوا لي نتيجتك لم تنل المستوى المطلوب وسنرسلك كوكب الأرانب الحمراء وقلت للمختص قلت لي ذات يوم سأهاتف عقربة قال ستهاتفها من كوكب الأرانب الحمراء وقد كتبت بملفك توصية بذلك. ووجهوا لي دعوة للاحتفال في ساحة المعهد وبعد الاحتفال اعطوني قنينة المساء وقالوا غدا سنأتي لحملك صوب المطار. فرتب أمورك.
أثرت علي القنينة فخرجت ليلا صوب البحر فجاءت الحورية وقالت يؤسفني أن أودعك وقالت في كوكب الأرانب ستشاهد حوريات من كل صنف وشكل
مسحت خدها الدامع ومسحت خدي الدامع وعانقنا أحدنا الآخر وعدت للسكن وهي عادت للبحر
ونمت تلك الليلة حزينا وحلمت أحلاما مقلقة واستيقظت مبكرا على غير عادتي.
غدا نواصل?