- عبدالحكيم الفقيه
كنت في كوكب الطواويس أسلك روتينا متكررا ففي الصباح دراسة وفي العصر قيلولة وفي المساء تلفزيون وقنينة وعمل الواجبات. وفي أيام العطل أدخل السينما والإستاد الرياضي. السحب التي تحجب النجمة الحمراء يتحول لونها للون احمر قاني والأمطار حمراء لكن قطراتها تصبح بلا لون حين تحط على الشوارع وسطوح المباني. كان الحزب الذي يحكم كوكب الطواويس عريقا في تاريخه ويحب التأني والحكمة ولن يصل الرئاسة الا الطواويس الطاعنة في السن. كانوا يعلموني في معهد المواطنة التضحية والايثار ونكران الذات في سبيل المجموعة وينشدون وحدة الكائنات. لكني شعرت أن هناك تململ فالمجتمع لا طبقي لكن طبقات الطواويس الحاكمة انخرطت في سباق التسلح واحرمت حصة المجتمع من الرفه والخدمات. وكانت الاذاعة موجهة ويتم التشويش على بث المجرات الأخرى وكان الحراس يبدون تذمرا من تعميم لغة العاصمة على الكوكب. ذات يوم جلست في شاطيء البحر فصعدت حورية عيناها ساحرتان والخجل يرسم قرنفلتين في وجنتيها ولها جناحان فحملتني لكوخ في الضفة الأخرى وقالت : حظك تعيس حيث أزداد الصراع حدة بين الاجيال والقوميات وقد تنهار الدولة وتتشظى وقالت لي لن تستفيد بما فيه الكفاية وقالت لي خذ هذا ملفك وعد العاصمة وهم سيرسلونك لكوكب الدلافين البرية وهناك ستدرس فصلا من فصول المواطنة وقبلتني وعادت للبحر. أتجهت العاصمة وذهبت للسكن واحتسيت قنينة ورتبت أغراضي وفي الصباح ذهبت للمعهد فقال لي المدير خذ حافلة المعهد وقدها للمطار وضعها هناك مع مفاتيحها ثم تنهد وقال لم نتحرر من المفاتيح وقفل الاشياء وهذا يشكك في طبيعة العلاقات الاجتماعية اعطاني تذكرة وملفا وقنينة أحتسيها في الطائرة وكانت المسافة طويلة بين الكوكبين حين وصلت بلاد الدلافين أعجبتني جبالها وأشجارها وطرقها الواسعة والزي العسكري الذي يرتديه الكثيرون وكانت أشعة النجمة الحمراء ساطعة.
كانت الدلافين صغيرة العينين ومهتمة بتطوير الاسلحة وكان الرفه باديا للعيان على الجميع. كان كوكب دلافين البر محكوما بصرامة من الدلفين الأكبر وعندما مات نال الرئاسة ابنه وهو يقود تحولات كبرى. وصلت المطار فاعطوني دراجة نارية للسكن الذي شرحوا لي عنوانه على ورقة. وصلت السكن وسلمت الوثائق وحملوا أغراضي لغرفة واسعة. كنت مرهقا فاستلقيت قليلا للراحة ثم استيقظت وعملت غسلة بماء بارد وانتعشت وشاهدت التلفاز وتجولت في الشوارع المجاورة للسكن. ورتبت أوراقي ونمت كوني سأتجه صباحا لمعهد تعلم المواطنة.ذهبت صباحا للمعهد فرحبوا بي ودشنت فصل الدراسة. تعلمت الكثير وكنت اتمثل ذلك في سلوكياتي وذات مرة سألني المدرس : هل تعرف عقربة الجنية
تنهدت وقلت نعم.
قال سأرتب لك لقاءا معها.
ابتهجت وقلت له متى؟
قال بعد نهاية الفصل
قلت له يعني لن أفلح في مواطنة النجمة
ضحك وقال لا أقصد ولكن عبر تلسكوباتنا وستتحدث معها صوتا وصورة ولكن احذر جميع المهاتفات يتم تسجيلها.
ذهبت كي اتسلى في شاطيء البحر فصعدت حورية لها جمال لا يوصف ولديها جناحان حملتني لكوخ في قلب جزيرة بحرية وقالت ستنال المواطنة قريبا وبعدها كن على تواصل معي قلت لها عن طريق ماذ؟ قالت عن طريق رمي سجارتك للبحر.
أحتضنتني وقالت عد لدروسك.
غدا نواصل?